حذر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في كلمته إلى الأمة الإسلامية يوم أمس الاول، من تلبيس الإسلام لباس الإرهاب والعنف، لهذا فالمملكة حينما تكافح الإرهاب فإنها إنما تدافع عن الإسلام منهجاً وفكراً وشريعة حياة. الإرهاب لم يكن يوما أحد صفات الإسلام ولا اخلاق المسلمين، إنما هو سلوك إجرامي يتمادى منفذوه ومؤيدوه على حقوق الناس ويتجرأون على حرمات الله بتفسيرات شيطانية لمنهج الدين، وبتحريف ما أمر الله به ورسوله. الإرهاب هو فلسفة مصالح شخصية هدامة ليس له علاقة لا بدين ولا بمستقبل أمة ولا بكرامة إنسانية. والدليل أن كل الذين انتموا إلى التيارات الإرهابية هم إما بسطاء يمكن حشو أدمغتهم بالضلالات ويسهل انقيادهم وطاعتهم لرؤوس الفتنة والشر، أو مرضى نفسيون يعالجون أنفسهم بأوهام وخيالات ورؤى أحلام. والإرهابيون وأتباعهم يحاربون الإسلام ويشوهون رسالته ومبادئه، لأنهم يحصرون الإسلام في الغلظة والعنف، ويأتون بتفسيرات وغرائب ما أنزل الله بها من سلطان ليجعلوا الإسلام دين عداوة وبغضاء وكره وسفك للدماء، بينما الإسلام العظيم، دين الرحمة والتسامح والسلام، عظم الضرورات الخمس وفي مقدمتها عصمة الدم، وغلظ من التهاون في حق سفك الدماء، ولا تزهق نفس إلا بحقها، ببيان صادق جلي لدى قاضي عدل. لهذا السبب لم يجعل الإسلام الجهاد اجتهاداً فردياً وتقييماً شخصياً، وإنما جعله من سلطة ولي الأمر وحاكم الدولة كي يشاور ويتدبر الحلول ويتقي سوءات الحروب، حتى إذا لم يجد إلا الجهاد سبيلاً، وقفت معه الأمة وأصبح الجهاد واجباً ظاهراً في الأرض وليس خلايا تتخفى تحت الأرض وتعيش عالم الإجرام وأخلاقه، ولا يعرف الناس على وجه الدقة واليقين هويات قادتها ومخططيها وأهدافها، وربما تكون مخترقة من قبل أعداء للأمة والدين، لأن عوالم تحت الأرض، بما فيها منظمات الجريمة المنظمة، وعملاء مخابرات الدول، تتواصل وتتعايش وتتبادل الخدمات. وما تنفذه منظمات القاعدة في سوريا وفي اليمن برهان واضح على أن منظمة القاعدة مخترقة بصفة خاصة من قبل عملاء إيران لأن كل ما تفعله القاعدة في سوريا وفي اليمن يتطابق كلياً مع أهداف طهران ومخططاتها لتحويل الثورة السورية من انتفاضة شعب على حكومة فاسدة ونظام متغول في الفتنة وإخضاع سوريا للنفوذ الأجنبي، إلى حرب طائفية وصراع خلايا ومنظمات حتى أن المجتمع الدولي أحجم عن مساعدة الثوار السوريين بذريعة وجود القاعدة ومنظماتها وهذا بالضبط ما خططت له طهران وأرادته. وفي اليمن تساهم القاعدة في خلق بيئة فوضى في اليمن ليسهل على الاذرع الإيرانية بناء قوتها ونفوذها، وذلك ما حدث بالفعل، فمنذ ظهور القاعدة في اليمن واشغالها للقوات الحكومية، بدأ اتباع طهران الحوثيون يصعدون مواقفهم وحروبهم ويتمكنون من مد النفوذ الإيراني في مناطق استراتيجية ومهمة من اليمن. لهذا فإن الإرهاب هو معول هدم وتخريب وفساد في جسد الأمة الإسلامية، والمملكة، نظراً لأنها مهبط الوحي وأرض الحرمين الشريفين، تجد أن محاربة الإرهاب من أولى مسئولياتها وواجباتها لتحصين دماء المسلمين وحماية شريعة الإسلام الخالدة من التشويه والسلوكيات العدوانية لتسلم دماء المسلمين ولينقى الإسلام الصافي من كل ما لحق به من شوائب القول ودنس الانحرافات.