صعدت الولاياتالمتحدة بشكل ملحوظ ضرباتها الجوية التي تنفذها طائرات من دون طيار ضد تنظيم القاعدة المتحصن في اليمن والذي يقف وراء التهديدات التي اسفرت عن اطلاق انذار امني واسع حسبما نقلت صحيفة وول ستريت جرنال عن مسؤول اميركي، واكدت مصادر قبلية ومصدر عسكري ان 12 عنصرا مفترضين من تنظيم القاعدة في اليمن قتلوا امس الخميس في ثلاث غارات نفذتها طائرات من دون طيار اميركية على الارجح، وبذلك تكون هذه الطائرات التي تحوم منذ ايام على مدار الساعة فوق اليمن لا سيما فوق العاصمة صنعاء، قد نفذت منذ 28 تموز/يوليو ثماني غارات اسفرت عن سقوط 36 قتيلا في صفوف عناصر التنظيم المفترضين. واستهدفت الغارة الاولى سيارتين في محافظة مأرب شرق صنعاء واسفرتا عن مقتل ستة عناصر من التنظيم المتطرف، في حين استهدفت الغارة الثانية سيارة ثالثة في محافظة حضرموت الجنوبية واسفرت عن مقتل عنصرين كانا على متنها، بحسب ما اوضحت المصادر. وقال مصدر قبلي في مأرب ان «الطائرة استهدفت سيارتين في منطقة آل شبوان بالقرب من وادي عبيدة» في محافظة مأرب الصحراوية شرق العاصمة اليمنية، ما اسفر عن «مقتل ستة عناصر من القاعدة»، مشيرا الى ان الغارة وقعت فجر الخميس. ولاحقا اعلن مصدر قبلي آخر في حضرموت ان «طائرة من دون طيار استهدفت سيارة كان على متنها اثنان من تنظيم القاعدة بالقرب من مدينة غيل باوزير» في المحافظة الجنوبية. واضاف المصدر «لقد قتل العنصران»، دون ان يعطي تفاصيل اضافية. ومساء الخميس قتل اربعة عناصر من القاعدة في غارة ثالثة شنتها طائرة اميركية بدون طيار في نفس المنطقة، حسب ما اعلن مصدر عسكري. وكانت غارة مشابهة اسفرت الاربعاء عن مقتل سبعة عناصر من القاعدة في محافظة شبوة الجنوبية، بحسب ما افادت مصادر قبلية، وذلك في ظل ارتفاع وتيرة الضربات التي تنفذها طائرات من دون طيار على اهداف للقاعدة في اليمن بشكل ملحوظ. ومع غارات الخميس الثلاث، يرتفع عدد الغارات التي شنتها منذ 28 تموز/يوليو طائرات اميركية من دون طيار الى ثماني. واسفرت هذه الهجمات عن سقوط 36 عنصرا مفترضين في القاعدة. ويأتي تصعيد الغارات فيما يشهد اليمن استنفارا امنيا كبيرا بعد ان قررت عدة دول ابرزها الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا، اغلاق سفاراتها في هذا البلد بسبب مخاوف جدية من هجمات وشيكة محتملة. وكان متحدث رسمي يمني اكد الاربعاء ان السلطات اليمنية احبطت مخططا كبيرا اعده تنظيم القاعدة للسيطرة على مدينتين في الجنوب وعلى منشآت نفطية ولاستهداف غربيين. وفيما شهدت صنعاء ازدحاما واجواء احتفالية في بمناسبة عيد الفطر، استمرت التدابير الامنية لاسيما نقاط التفتيش. وفي دلالة على المخاوف الامنية، ادى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وكبار المسؤولين صلاة العيد في مسجد دار الرئاسة، وليس في احد المساجد الكبرى في صنعاء. من جهتها، ذكرت صحيفة وول ستريت جرنال ان فرع القاعدة في اليمن وليس زعيم التنظيم ايمن الظواهري، يقف وراء خطة الهجمات على مصالح غربية والتي ادت الى اطلاق الانذار الامني الواسع النطاق. ونقلت الصحيفة عن مسؤول اميركي لم تكشف هويته ان مخطط هذه الهجمات هو ناصر الوحيشي زعيم تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب الذي يتمركز في اليمن. وكشف الاتصال الذي التقطته الاستخبارات الاميركية بين الظواهري ومسؤولين في القاعدة في اليمن، ان الظواهري لم يقم سوى بالموافقة على هذه الخطة. وقال مسؤول للصحيفة ان «مباركة الظواهري للعملية امر يختلف جدا عن اصدار امر بنفسه بالخطة او عن قدرته على شن هجوم من نوع اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر» 2001. واذا تأكد ذلك، فان هذا الدور الهامشي للظواهري في خطة الهجمات يعزز تأكيدات الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي قال الاربعاء ان «النواة المركزية للقاعدة في طريقها الى الهزيمة». الا ان اوباما دعا الى اخذ التهديدات الاخيرة للمتطرفين «على محمل الجد». وكان متحدث رسمي يمني اكد الاربعاء ان السلطات اليمنية احبطت مخططا كبيرا اعده تنظيم القاعدة للسيطرة على مدينتين في الجنوب وعلى منشآت نفطية ولاستهداف غربيين يعملون فيها. الا ان صنعاء عبرت عن غضبها ازاء اغلاق السفارات واجلاء البعثات الدبلوماسية عن اراضيها معتبرة ان ذلك يصب في مصحلة «الارهابيين».، وكانت وزراة الداخلية السعودية أعلنت أمس الأول اعتقال شخصين كانا على اتصال بتنظيم القاعدة. ونقلت وكالة الانباء السعودية عن المتحدث الامني اللواء منصور التركي قوله ان الرجلين وهما يمني وتشادي اجريا اتصالات مع قيادات في تنظيم القاعدة خارج المملكة، وكانا يروجان لفكر التنظيم المتطرف عبر الانترنت. وقال التركي ان التشادي الذي طرد سابقا من السعودية تمكن من العودة الى البلاد بجواز سفر دولة اخرى، حسب المسؤول السعودي. وتابع ان الاتصالات مع قيادات في القاعدة سعت الى «تبادل المعلومات حول عمليات انتحارية وشيكة في المنطقة». واوضح موقع قناة العربية الاخبارية نقلا عن التركي ان الرجلين قد يكونا مرتبطين «بتهديدات القاعدة الأخيرة الموجهة ضد السفارات الأجنبية في المنطقة». وتشكل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في كانون الثاني/يناير 2009 بعد دمج الفرعين اليمني والسعودي للقاعدة وهو بقيادة ناصر الوحيشي.