قتل جندي واصيب آخرون في انفجار عبوة ناسفة لدى مرور آلية للجيش التونسي في جبل الشعانبي في غرب البلاد، الأحد، حيث يواصل الجيش التونسي عملياته العسكرية لملاحقة مجموعة مسلحة مرتبطة بالقاعدة. وتأتي هذه العمليات اثر مقتل ثمانية جنود في كمين والتمثيل بجثثهم ووسط أزمة سياسية خانقة أججتها الاغتيالات السياسية. وافاد مصدر عسكري ان انفجار العبوة قتل جنديا واصاب اربعة آخرين بجروح. وتلاحق السلطات منذ كانون الاول/ديسمبر الماضي مجموعة تضم عشرات المقاتلين قدموا على انهم يرتبطون بتنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي. ودعا رئيس الوزراء علي العريض المسلحين الى الاستسلام وإلقاء السلاح، وقال العريض حسب ما نقلت عنه وكالة الانباء التونسية الرسمية «الارهاب ليس له مستقبل الافضل ان تسلموا اسلحتكم وتسلموا انفسكم للامن، والمجتمع والقضاء سيأخذ ذلك بعين الاعتبار». كما اعلن العريض توقيف مشتبه به جديد في قضية اغتيال المعارض شكري بلعيد في شباط/فبراير الماضي. وعن هذا الموقوف قال العريض «احد الموقوفين هو من بين العناصر المعروفة ومن المفتش عنهم في قضية الشهيد شكري بلعيد»، لكنه لم يوضح دوره في عملية الاغتيال التي ادت الى سقوط اول حكومة شكلتها حركة النهضة الاسلامية الحاكمة. وتقول السلطات ان مطلق النار على بلعيد لا يزال هاربا ولم يتم نشر هوية المحرض على الاغتيال، رغم اعتقال عدد من المشتبه بهم. وتشهد تونس أزمة سياسية جديدة منذ 25 تموز/يوليو مع اغتيال النائب المعارض محمد البراهمي، وبعد مقتل ثمانية جنود الاثنين الماضي في جبل الشعانبي على الحدود مع الجزائر. واطلق الجيش التونسي مساء الخميس عملية «جوية وبحرية» في جبل الشعانبي كانت لا تزال الاحد متواصلة «لاستئصال» مجموعة مسلحة يرجح ان تكون مرتبطة بالقاعدة. كما اعلنت الشرطة الجمعة عن مشاركتها في عمليات عدة ضد ارهابيين. وقتل شخص فجر الاحد واعتقل اربعة آخرون خلال عملية عسكرية في جنوبتونس وتم ضبط كمية من الاسلحة. وفي جنوب البلاد على مقربة من الحدود مع ليبيا حيث ينشط تهريب الاسلحة تم اعتقال شخصين بعد تبادل اطلاق النار معهما واصابة احدهما، حسب ما قالت وزارة الداخلية. واعلنت الشرطة ايضا انها افشلت محاولة لاغتيال شخصية لم تكشف عن هويتها واعتقلت «ارهابيين اثنين خطيرين جدا» كما ضبط سلاح معهما في سوسة على بعد 140 كلم من العاصمة. في حين تمكن شخص ثالث من الفرار. على الصعيد السياسي نظمت حركة النهضة ليلة السبت الاحد تظاهرة حاشدة ردا على الدعوات لاستقالة الحكومة التي تقودها ولحل المجلس الوطني التأسيسي، اثر اغتيال النائب المعارض محمد البراهمي في الخامس والعشرين من تموز/يوليو ومقتل ثمانية جنود في كمين في جبل الشعانبي. وحشد اسلاميو النهضة عشرات الاف الانصار --200 الف حسب الحزب-- دفاعا عن شرعية حكمهم في تظاهرة اطلقوا عليها شعار «مليونية نصرة الشرعية». ودعت المعارضة الى تظاهرة كبيرة الثلاثاء للمطالبة باستقالة الحكومة وحل المجلس الوطني التأسيسي المتعثرة اعماله لعدم الاتفاق على الدستور الجديد. واعلن عن عقد اجتماع للمجلس الوطني التأسيسي الثلاثاء المقبل لمناقشة الوضع الامني، الا ان المعارضة اعتبرت هذه الدعوة غير شرعية.