يبدو أن حيوية المشهد السياسي في مصر فيما يخص وجهة الأحداث المتعلقة باعتصامات الاخوان المسلمين في ميداني رابعة العدوية والنهضة..وكذلك مستقبل الحكم الجديد،تتجه نحو مرحلة ما بعد حكم الاخوان. صحيح أن العراقيل قد تبدو في وسائل الإعلام معقدة ولو أن مشاهد ( الدشم) الحربية حول ميدان رابعة تشير إلى ضعف أكثر مما تشير إلى قوة. وبما أن القوة عندما تكون في أيدي النافذين، تلعب الدور الموجه للأحداث على مستوى العالم، فإنها في البلدان النامية تلعب دور الفاعل الرئيسي. هذا الفاعل الرئيسي في الجيش وقوى الأمن، عندما يصبح مؤيداً بملايين الناس ومدعوماً من أكثرية القوى السياسية المدنية، تصبح معارضته حتى السلمية غير عقلانية إلا في حدود سلمية صارمة. أما معارضته بشكل عنفي معلن وممارس فهي في أحسن الظروف قراءة خاطئة خلف دعاوى مثالية لخروج تاريخي مشرف إبان موقف ايديولوجي عصيب.وإذا كانت الظروف الداخلية التي يمر بها المصريون وسط طوفان من أعاصير ولادة مجتمع جديد غير مستنسخ ، قد تبدو للمراقب العربي صعبة القراءة و التنبؤات لمآل الأحداث، فلا بأس من فك الطلاسم النظرية حول معايير الديمقراطية انطلاقاً من مواقف القوى النافذة في العالم حول ما يجري في مصر. الأوروبية والولاياتالمتحدةالأمريكية ازاء ما حدث؟ الأوروبيون، وانطلاقاً من مصالحهم وفق التنافس الخفي منه والمعلن،أبدوا قلقهم، لكنهم أبدوا تعاطفاً مع تطلعات الملايين من المصريين الذين تظاهروا سلمياً ضد اخفاقات الاخوان المسلمين وتمنوا على السلطات الجديدة أن تسارع في العودة للمسار الديمقراطي في هذا الاتجاه،قد يكون الموقفان الأمريكي والأوروبي كافيين لمحاولة الإجابة على السؤال المُلح : مصر إلى أين؟ صحيح أن الرأي العام في اوروبا والولاياتالمتحدةالأمريكية كان، ولايزال قطاع كبير منه- وهذا طبيعي- ضد الشكل الذي تم بواسطته معالجة اخطاء الاخوان وفشلهم في ادارة الدولة في تغليب الجانب الأيديولوجي على معايير المواطنة. كيف تصرفت الحكومات الأوروبية والولاياتالمتحدةالأمريكية ازاء ما حدث؟ الأوروبيون، وانطلاقاً من مصالحهم وفق التنافس الخفي منه والمعلن،أبدوا قلقهم، لكنهم أبدوا تعاطفاً مع تطلعات الملايين من المصريين الذين تظاهروا سلمياً ضد اخفاقات الاخوان المسلمين وتمنوا على السلطات الجديدة أن تسارع في العودة للمسار الديمقراطي وبدأوا حواراً مع السلطات الجديدة توج بالرحلات المكوكية لمندوبة الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون مضافا إليه كل أنواع الاتصال الرسمي والشخصي . عين المتتبع لاتصالات الأوروبيين مع السلطات الجديدة لا تخطئ عنوان تلك الاتصالات وهو الاستفادة من أخطاء الولاياتالمتحدة في مشروعها الشرق اوسطي . الولاياتالمتحدةالأمريكية، بقيادة الرئيس اوباما،المتهمة بمشروع (دمقرطة) البلدان العربية وفق مشروع معقد يعود للجمهوريين بقيادة الرئيس بوش الابن، وما تبعه من تبنٍ للإدارة الديمقراطية لتعامل براجماتي مع ( الاخوان المسلمين) لإعادة انتاج تجربة حزب العدالة والتنمية في تركيا. تمت ( التوافقات) عبر حوارات مضنية على مدى سنوات في عواصم معروفة في العالم وفي المنطقة ولم يجر التخلي عنها حتى اليوم. وأمام ارتباك الأوضاع في مصر وبالرغم مما قيل عن تواطؤ الدبلوماسية الأمريكيه مع ( النموذج) الذي أصبح في حكم كان ، وأين؟ في مصر، لابد لأمريكا، أن ( تفعل) شيئا يعيد اشتون إلى بروكسل.لابد من العصا أمام الجزرة الأوروبية.جون ماكين وليندي جراهام ، جمهوريان، ومن أبرز رعاة المشروع الذي وصل من خلاله الاخوان سيكونان في القاهرة خلال اسبوع لتعضيد الوضع الجديد شرط انخراطه في المسار الديمقراطي وهو توجه اكدته بشكل صارم تصريحات وزير الخارجية الأمريكية جون كيري الأخيرة وهو موقف لا يخرج على ( ثوابت) السياسة الأمريكية.