اعتبر رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري أمس الجمعة ان سلاح حزب الله الشيعي «فقد صلاحيته» في مواجهة اسرائيل لا سيما بعد مشاركته في القتال الى جانب قوات النظام السوري. ويثير موضوع الترسانة العسكرية للحزب جدلا واسعا. ففي حين يؤكد الحزب ان سلاحه مخصص ل «مقاومة» اسرائيل، يتهمه خصومه باستخدامه لدعم النظام السوري وفرض هيمنته على الحياة السياسية. وقال الحريري «المنطق بشأن الاستراتيجية الدفاعية القائم على حاجة لبنان الى سلاح المقاومة في مواجهة المخاطر الاسرائيلية باعتباره سلاحا يحقق توازن الرعب مع العدو، هو منطق نرى من جهتنا انه فقد صلاحيته»، وذلك في خطاب ألقاه عبر شاشة عملاقة من مقر اقامته في المملكة العربية السعودية. واعتبر ان ابرز هذه الاسباب «تحويل وجهة استخدام هذا السلاح من القتال ضد العدو الاسرائيلي الى القتال ضد الشعب السوري»، ما يطرح «علامات استفهام كبرى حول مخاطر الارتكاز اليه في نقاش اي استراتيجية دفاعية». واقر حزب الله في الاشهر الماضية بالمشاركة في المعارك الى جانب قوات نظام بشار الاسد، لا سيما في منطقة القصير الاستراتيجية في محافظة حمص التي استعادها النظام في يونيو. واثارت مشاركة الحزب تصاعدا في حدة الخطاب السياسي والمذهبي في لبنان المنقسم بين مؤيدين لنظام بشار الاسد ومعارضين له. واضاف الحريري ان هذا السلاح «اصبح منذ العام 2005 موضوع خلاف واسع بين اللبنانيين وسببا مباشرا من اسباب الانقسام الوطني»، كما تحول بعد حرب يوليو 2006 بين حزب الله واسرائيل «الى قوة ضغط على الحياة السياسية، والى وسيلة من وسائل ترهيب الخصوم السياسيين». وفشل اللبنانيون في سلسلة من جلسات الحوار التي ضمت مختلف الاطياف السياسيين، في التوصل الى حل لمسألة سلاح الحزب، في ما عرف بمناقشة «الاستراتيجية الدفاعية». الا ان الحريري ابدى استعداده لمواصلة الحوار، مؤيدا موقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان أول أمس الخميس في اعتبار ان «الوقت حان» لمناقشة مسألة سلاح الحزب بعدما «تخطى الحدود». وقال الحريري «حزب الله قال انه مستعد للحوار، ونحن نقول لفخامة الرئيس اننا مستعدون للحوار في اي وقت يدعو اليه». ودعا الى تشكيل حكومة جديدة لا يشارك فيها حزب الله او «تيار المستقبل» بسبب الخلافات الكبرى بين الطرفين.