رفعت السلطات الإسرائيلية حالة التأهب في القدسالمحتلة وزادت من عدد قواتها ،وشدّدت حصارها على المسجد الأقصى المبارك، وقرّرت من المستوطنين من اقتحاماتهم اليومية للمسجد بصورة مفاجئة حتى ليلة القدر التي تصادف يوم الأحد المقبل. وذكرت مصادر في الشرطة الإسرائيلية، أن هذه الخطوة اتُّخِذت نظراً لوصول عشرات الآلاف من المصلين المسلمين الى المسجد الأقصى بمناسبة دخول العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك وارتفاع عدد المصلين بشكل كبير، ممّا يحول دون توفير الأمن للمستوطنين . ووصفت الحركات التي تنادي بإعادة بناء الهيكل هذه الخطوة استثنائية مشيرة إلى أن هذه هي أول مرة يُغلق فيها الأقصى لفترة أيام طويلة. واتهمت هذه الحركات الشرطة بالفشل في التعامل مع من وصفتهم ب(المشاغبين المسلمين) وفي الحفاظ على النظام في المسجد. تحذير بدورها حذّرت «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث» في بيان امس من أن ما يسمى ب وزير الاسكان الاسرائيلي «أوري أريئيل» ، يسارع في العمل على تنفيذ مخطط والمصادقة عليه يقضي ببناء حي استيطاني وكنيس يهودي على بعد عشرات الأمتار شرق شمال المسجد الاقصى ، في موقع مساحته نحو خمسة دونمات ، داخل أسوار البلدة القديمة بالقدس ، بالقرب من باب الساهرة ، منطقة برج اللقلق، علماً انه جرت قبل أعوام محاولات عدة لتنفيذ هذا المشروع الاستيطاني التهويدي، لكنه أُجِّل عدة مرات. وقالت المؤسسة: إن الوزير المذكور، والمعروف باقتحاماته للمسجد الاقصى المبارك ودعوته لتسريع بناء الهيكل المزعوم ، وبحسب مصادر اسرائيلية، يضغط ويسارع في العمل على اقامة حيٍّ استيطاني قريب من المسجد الاقصى ، في موقع أُجريت فيه حفريات اسرائيلية ، يتضمن بناء عدة عمارات بالإضافة الى إقامة كنيس يهودي، وذكرت المؤسسة أن هذا المشروع يهدف الى مزيد من تهويد القدس القديمة ومحيط المسجد الاقصى، وطمس المعالم الاسلامية والعربية في القدس، ومحاولة تغييب الهوية الحضارية الاسلامية للقدس، خاصة في المواقع القريبة من المسجد الاقصى . وبحسب المخطط المذكور فإنه سيتم بناء بدلاً من المباني القائمة هناك الآن 21 وحدة استيطانية ضمن أربع مبانٍ تتكون من طابقين إلى أربعة طوابق، الأمر الذي يعني إسكان عدد كبير من المستوطنين في موقع قريب من المسجد الاقصى المبارك ، وعلى حساب ترحيل السكان المقدسيين، ومعروف أن هذه البؤر السكانية تشكل خطرا مباشرا على مدينة القدس وعلى المسجد الاقصى على حد سواء، وتأتي ضمن مخطط تفريغ محيط المسجد الاقصى من المقدسيين ومحاولة تغليب الوجود الاسرائيلي مكانهم، وهذا أمر خطير جدا، في المنظور القريب والبعيد . مخطط خطير هذا وطالبت المؤسسة في بيانها المعني بوجوب الاهتمام بكل ما من شأنه التصدي لهذا المخطط الخطير، ومن ضمنه العمل على دعم تعزيز صمود المقدسيين ، وتقديم كل ما يمكن من تعزيز هذا الصمود في القدس وحول المسجد الأقصى . وكشف خبير الاستيطان الباحث احمد صب لبن ، ان هذا المخطط الجديد يعمل على استبدال مخطط قديم كانت الجمعيات الاستيطانية قد قدمته الى لجان التخطيط والبناء الاسرائيلية عام 2004 ، لبناء تجمع استيطاني من 30 وحدة في ذات الموقع ، وقد حمل في حينه الرقم الهيكلي « 9870 « ولكن هذا المخطط جمد من قبل اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء عام 2010 ، بعد أن رفضت المصادقة عليه ، خصوصا وأن المخطط القديم كان يتعارض مع المخطط الهيكلي للبلدة القديمة « ع.م.9 « الذي ينص على عدم المصادقة على اي مخطط معماري يتجاوز به الارتفاع علو اسوار البلدة القديمة .