أعلنت المملكة إدانتها للتفجيرات الإرهابية التي ارتكبت في مسجد في البحرين أثناء أداء صلاة التراويح يوم الأربعاء الماضي. وقالت إن هذا العمل مشين ويهدف إلى زعزعة الأمن وقتل الأبرياء وترويع الآمنين في هذا الشهر المبارك. وموقف المملكة هذا المساند لدولة البحرين الشقيقة ولأمن مواطنيها الكرام، هو موقف طبيعي لأن ما يمس أي بلد خليجي هو مس بالأمن السعودي ومبادئ المملكة العربية السعودية الوفية لمسئولياتها ومبادئ الإخوة والجوار. والأخطر في مسألة تفجيرات مسجد البحرين هو أن المجرمين والخلايا النائمة تبدو أحياناً تفقد القدرة على التصرف بشكل هادئ وذكي، فترتكب تصرفات عشوائية، مثل استهداف مصلين بقنبلة. وهذا النوع من التصرفات الإجرامية وقصر النظر يثير المزيد من شديد القلق في منطقة الخليج، إذ أن المجموعات الإرهابية الطائفية فوق كونها تبيع نفسها للشيطان وتقدم خدماتها لمثيري الفتن، فهي الآن تفعل هذا بكثير من التهور والجهل والعشوائية، واستخدام المراهقين والأطفال أحياناً لتضحي بهم أيضا من أجل إنجاح مؤامراتها وزرع الاضطرابات في البحرين وفي الخليج وفي كل البلدان العربية كلما تسنى لها ذلك وكلما سنحت الفرصة. وواضح أن «تفجيرات التراويح» هذه تأتي في ذات سياق الجرائم المستمرة التي ترتكب في البحرين منذ أكثر من سنتين ونصف السنة. ونظرا لاستمرار ارتكاب مثل هذه الجرائم وتكرارها بدت الأمور وكأن مجموعات العنف تلتزم بمسئوليات وظيفية لحساب المروجين للفتن ولحساب المنظمات التي تأسست بهدف نشر الاضطرابات في الوطن العربي، وشن حرب من كل نوع على الأمة العربية وطاقاتها الخلاقة وقواها الحية، فالذي لا يقتل بميادين الحروب الأهلية والتفجيرات والاغتيالات يتعرض للوهن والمواجهة والتشويه من مراكز متخصصة للحرب الإعلامية ضد بلدان الخليج العربي وهويتها العربية. ولو كان حزب الله اللبناني لا ينهض بهذه المهام المتنوعة للفتن والإرهاب لما اضطرت الاغلبية الساحقة من دول العالم إلى إدانته ووصمه بالإرهاب والفتنة والسلوكيات الإجرامية. وتوجيه التفجيرات إلى مسجد يعني رسالة خطيرة ونقلا علنياً للمواجهات في البحرين إلى حرب طائفية، ومحاولة إثارة فتنة شديدة الخطورة في البحرين مماثلة لما تحدثه طهران في سوريا والعراق ولبنان حيث نجحت الأصابع الإيرانية في تقسيم المجتمعات السورية والعراقية واللبنانية إلى معسكرين متحاربين، أحدهما اختطفته طهران وسيطرت عليه بشعارات وتعبئة نفسية وجعلته لعبة في يديها، ويعتمد عليها في التسليح والمواجهة، ولا تجد طهران أي بأس في إحراقه والتخلص منه حينما يصل إلى مرحله العجز عن إعطاء المزيد لطهران أو تنفيذ المزيد من رغباتها. فهي تجني الفوائد والأرباح بينما يتحمل الأتباع الخسائر وسيئات طهران وآثامها.