تجاهد طهران من أجل استمرار بقاء نظام بشار الأسد في سوريا ونظام نوري المالكي في العراق، لأن بقاءهما صامدين حتى الانتخابات الرئاسية الإيرانية سوف يعطي فرصة الفوز للجناح المتطرف في طهران للاستمرار في حكم إيران. ويخشى نظام إيران كثيراً سقوط الاسد او المالكي، لأن ذلك سوف يشجع القوى الوطنية المتحررة في إيران لبدء ربيع طهران. وهو الربيع الذي قمع عام 2009 بشدة وبقسوة، ولا يزال اثنان من زعمائه، هما حسين موسوي ومهدي كروبين يخضعان للإقامة الجبرية. وفشل ربيع طهران ذلك، لأنه اندلع قبل الربيع العربي. لكن بعد الربيع العربي بدأت الشعوب تتجرأ وتجد نموذجاً حياً على إرادة الانتصار، لهذا يتوقع نظام طهران مواجهات ساخنة مع القوى الوطنية الإيرانية التي تتطلع إلى هزيمة النظام وفك القيود التي تحكمها ميليشياته على حياة الإيرانيين. وإذا ما سقط نظام بشار الأسد، أو إذا ما هزم نظام نوري المالكي، فإن النظام في إيران سوف يتأرجح، وربما يمنى مرشحوه المتطرفون بهزيمة منكرة. وإذا كان نظام طهران يحتفظ بنظام الأسد بكل وسيلة، بما فيها إرسال الميليشيات الإيرانية واللبنانية للقتال في شوارع دمشق وحمص، وارتكاب أبشع الجرائم الهمجية بحق السوريين، فإن النظام الإيراني ليس بعيداً عما يرتكب باسم قوات نوري المالكي. بل إن المعارضة الوطنية العراقية، تؤكد أن القوات الأمنية العراقية، والجيش، هي صورياً ومجازاً عراقية، ولكنها في الواقع قوات تلتزم بتعليمات طهران. وأن المالكي نفسه ليس إلا جندياً ينفذ تعليمات طهران التي تشن حرب تطهير طائفي وعرقي في العراق. بل إن كثيراً من قادة القوات الأمنية العراقية، يعودون إلى أصول إيرانية، ويحرم الوطنيون العراقيون العرب، بما فيهم الشيعة الوطنيون، من تولي أية مناصب رفيعة في القوات العراقية. ويتهم العراقيون ميليشيات إيرانية، وميليشيات تابعة للمالكي، بارتكاب جرائم مروعة، بما في ذلك الاقدام على تفجيرات في أماكن محددة لترهيب العراقيين. ولا تستعبد المعارضة أن قوات المالكي هي التي فجرت مقهى في العامرية يوم أمس وقتل عشرات الأبرياء، وتفجير مسجد بديالي بهدف تصفية حسابات وإرهاب العراقيين، وإظهار قوة جناح المالكي الإيراني، ليحظى بأكبر قدر من التأييد الذي بدأ يتبدد وتصعد أجنحة كثيرة معارضة لاستمرار المالكي في الحكم، وما جلبه على العراق من اضطرابات وفساد. وكلما اقتربت الانتخابات في العراق وفي إيران أصبحت ميليشيات طهران في العراق أكثر استفزازاً وقسوة وتهورا.