اضطر الاتحاد الأوروبي أن يعترف بالحقيقة والواقع وأن يضيف الجناح العسكري لحزب الله اللبناني إلى قائمة المنظمات الإرهابية التي تعيث في الأرض فساداً وتمد العالم بالكره والظلام. وفي الحقيقة فإن حزب الله وحدة واحدة لا يختلف جناحه العسكري عن جناحه السياسي، لأن الحزب، الذي يتستر بالجنسية اللبنانية واللغة العربية، هو أحد فصائل الولي الفقيه في طهران، ويلتزم بأوامر الدولة الإيرانية وأدبياتها ومصالحها وأطماعها. وحزب الله مؤسس، في الأصل وخصيصاً، للعبث في البلدان العربية والتآمر عليها وتنفيذ الأعمال الشريرة ضد الأمة العربية وجوداً وتاريخاً وهوية. وتشهد على ارهابية حزب الله الأعمال الشريرة التي ينهض بها في سوريا، حيث ينفذ عمليات دموية وضيعة بما فيها احتلال منازل والانتقام من أسر وأطفال وتنفيذ تصفيات جسدية في صفوف سوريين كثيرين إما للمساهمة في المذابح التي ينفذها نظام الأسد وميلشيات طهران أو المساهمة في ترويع السوريين لاجبارهم على ترك قراهم وأرضهم وحقولهم. وفي الحالتين يساهم حزب الله في انجاح حملة التطهير العرقي التي تنفذها طهران في سوريا. وهذه الأعمال التي يفاخر حزب الله، علناً، بتنفيذها إنما في قيم الإنسان الرشيدة، ليست إلا جرائم وفظائع لا تختلف عما ارتكبه عتاة التاريخ وجبابرته ومجرموه من نيرون الذي أحرق روما إلى هولاكو الذي حطم بغداد وقتل آخر خليفة مسلم، حتى ستالين الذي هندس المجازر وعذابات الروس لسنين طويلة في بداية القرن العشرين. وسوف يبقى صدى جرائم حزب الله وآثارها لمئات السنين القادمة، ويتسبب في تفريق الأمة وتمزيقها لحساب اولئك الذين تخلقوا بالفتنة وانكبوا على المؤامرات ليعتدوا على الأمة باسم الاسلام ويهينوا الإسلام باسم الله. بل ان الدول الأوروبية، وقد حاول كثير منها تجنب إدانة حزب الله لأسباب مصلحية، اضطرت لإدانة أعمال الحزب المكشوفة وجرائمه العلنية في كل مكان تقريباً من الشرق الأوسط. والعجيب أن وزيرة العدل الإسرائيلية رحبت بإدانة حزب الله، على الرغم من أن الحزب قد قدم أثمن الخدمات إلى كيان إسرائيل منذ تأسيسه، تحت عنوان العداء لإسرائيل ومقاومتها، إذ سعى الحزب إلى ضرب الوحدة الإسلامية والوحدة العربية واشغال الأمة العربية والإسلامية بالنزعات الطائفية والمؤامرات العسكرية والجهوية ومحاولة زرع الفتن في الوطن العربي وتدريب الخلايا الإرهابية وإثارة القلاقل والاضطرابات في كل مكان تحل فيه أصابع الحزب وخلاياه وميلشياته. وأكثر الأمثلة دلالة هو ما يحدث في لبنان وسوريا والعراق واليمن البحرين، وفي نيجيريا وباكستان ودول كثيرة تمتد إليها شبكة حزب الله وفتنته. والان بعد أن أدانت الدول الأوروبية أعمال حزب الله العسكرية وشهدت بأنها أعمال إرهابية، يتعين محاسبة الدولة التي أسست هذا الحزب وتموله وتوجهه وتخطط له عمليات العدوان والفتن، وهي طهران، إذ يتعين أن تقول أوروبا كلمتها ضد دولة كرست مواردها وجهودها وأموالها على تخطيط العمليات الإرهابية والفتن والقلاقل والحروب في كل مكان تصل إليه خلايا حزب الله وأصابع إيران.