حب الوطن والعروبة والقومية والنضال لمكافحة الفقر والجهل والديكتاتورية والامية ودعم المستضعفين والجوع والتنمية والاقتصاد العربي الموحد والديموقراطية وصندوق الاقتراع والأغلبية والمحاصصة وغيرها كثير كلها كلمات خرجت بلسان عربي غير مبين وغير أمين خالية من أي معنى وطعم حقيقي فهي ترفع تارة حين يراد لها أن تكون في مكان ووضع معين ثم تخفض بل ويهبد بها قاع الأرض لتحقيق غايات حزبية وشخصية وينسون بعد ذلك أن هناك شيئا اسمه وطن وتاريخ وثقافة وحضارة بشرية ينبغي أن تتواصل عبر الأجيال في فروعها قاطبة ولكن سرعان ما تتبخر كل تلك الشعارات والصراخ الرنان الذي يأتينا ممن يسمون أنفسهم قادة أحزاب وتجمعات بمجرد أن تتعارض مع طموحاتهم الشخصية فليحترق الوطن والجامعة والتعليم والاقتصاد ومدخرات الناس وأرزاقهم ومعيشتهم وأمنهم واستقرارهم وطموحاتهم وشوارعهم ومستشفياهم لتحترق كل تلك لتكون قربانا لهم يقدم على طبق أيها الأحزاب وأيها المتنطعون والمتفلسفون على الشعوب أن تكون آخرتكم أسوأ من دنياكم فإذا كانت تلك رغبتكم وهواكم الشيطاني فبئس المصير ولتهنأوا مع قارون وهامان وفرعون في مستقر لن يكون بعيدا من ذهب والمحصلة قتلى بمسمى شهداء ثورة وتحرر وانتفاضة وخراب ودمار يطال التاريخ والحاضر والمستقبل يكلف جهدا مستقبليا مضاعفا للخروج من كابوس قد تكون بعض الجاليات العربية وفقا لاثنيناتها ومخصصاتها الضيقة لا تدرك تلك الأبعاد التي تحاك لها لتقع فريسة لها عن جهل لان قدرها المحاك لها أن تكون في آخر التاريخ وآخر الحضارة البشرية والصناعة والفكر على مستوى متدنٍ من التقدم والتنمية البشرية لتكون قابعة في آخر الركب وهكذا في أكثر من موقع نحتاج لعقود لنثوب من كبوات تتردد علينا من حين لآخر والسبب هو المتطفلون لكرسي الحكم والقيادة والزعامة ليأكلوا كثيرا ويسرقوا الأخضر لهم ولأسرهم ومنسوبي أحزابهم الضيقة ويتركوا اليابس وأوراق الأشجار المحترقة يأكلها المستضعفون من عامة الناس لا لسبب وجيه سوى أن هناك تعارضا وتضادا بين الانا الضيقة وبين المصالح العامة للأمة . وللأسف العظيم أن بلادنا وعواصم شوارعنا وحواريها وتكاتف وتعاون أهلها وحبهم لبعضهم البعض وتعارفهم وصداقاتهم وروابطهم الوطنية والدينية والاجتماعية كلها تبخرت حيث غدت في بعض زواياها مثل فقاعات تشكلت يوما ما ثم قذفها البحر في مزبلة النسيان وهكذا الحال يعاود نفسه ولكن بصورة مختلفة ففي السابق كانوا يلهون مع ما يسمى بالقومية العربية والتحرر من الإمبريالية والصهيونية ليكونوا في القرن الحالي مع بعضهم البعض الأخ يأكل أخاه والقريب يلتهم البعيد وكل في ظلام دامس لا يرى له مخرجا سوى بتحكيم الشرع والعقل حيث يقول جل ذكره ( وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فان بغت احداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله ) وأمر الله هنا هو السلام والأمان والراحة والاستقرار والعيش المشترك والتراحم بين الناس مع بعضهم البعض هكذا أمرنا الله أن نكون عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم لا يقتله ولا يظلمه ولا يهينه ولا يعاديه كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ومن قتل دما بغير ما أراد الله فهو في جهنم خالدا مخلدا فهل ترضون أيها القوميون وأيها الأحزاب وأيها المتنطعون والمتفلسفون على الشعوب أن تكون آخرتكم أسوأ من دنياكم فإذا كانت تلك رغبتكم وهواكم الشيطاني فبئس المصير ولتهنأوا مع قارون وهامان وفرعون في مستقر لن يكون بعيدا والى لا لقاء آمين .