تحولت قضية الشاب العكاري، الذي بتر عضوه التناسلي، الى قضية سياسية واعلامية تتفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وشاشات التلفزة وأثير الاذاعات. حيث استنكر عدد كبير من الناشطين هذا الامر الذي يمس كرامة وحقوق الانسان. وكان اقارب شابة درزية تزوجت من سني خلافاً لمشيئة اهلها أقدموا على قطع عضو زوجها التناسلي ربيع الأحمد (39 عاماً) والذي تعارف على ردينة التي تصغره بعشرين عاماً عبر الفايسبوك واقترنا امام شيخ مطلع تموز رغم معارضة اهل الشابة . وربيع الأحمد سني من منطقة عكار في شمال لبنان فيما ردينة درزية من بيصور الواقعة في قضاء عاليه.وقد استدرج اشقاء ردينة واحدهم جندي، ربيع من شاليه في منطقة طبرجا الى منطقة بيصور بحجة انهم يريدون اقامة الصلح معه. لكنهم انهالوا عليه بالضرب ما ادى الى اقتلاع اسنانه وقطعوا عضوه التناسلي. وروى ربيع بعدما إستعاد وعيه في المستشفى أنه “كاد ان يقتل لولا تدخل الاهالي واستدعاء الصليب الاحمر”. وقد نقل الى المستشفى “في حالة حرجة “. وقال إنه سمع الوالدة تقول له “يا كلب جايي تخطف ابنتنا من الجبل”. وإتهم ربيع ايضاً رئيس بلدية بيصور وليد ملاعب بالتواطؤ، وكشف أن نائب الحزب التقدمي الاشتراكي عن منطقة عاليه أكرم شهيب إتصل بالمستشفى الذي نقل اليه طالباً معالجته على نفقته. وطلب ربيع معرفة مصير زوجته ردينة. وقد استنكرت عائلة الضحية على الفور الاعتداء معتبرين انه “جريمة كبرى منفرة ولا تغتفر”، مطالبين الجهات الامنية المختصة بتوقيف الجناة وتحويلهم الى القضاء المختص كي ينالوا جزاء ارتكابهم لهذه الجريمة المنفرة والمروعة التي لا يقدم عليها اي عاقل. وبعد تدخل مشايخ بلدة بيصور تمّ تسليم شقيقي ردينة الى فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي. واعتبر رئيس بلدية بيصور “أن الجريمة فردية”، نافياً ” أن تكون لها أي تداعيات طائفية”. واستنكر الحزب التقدمي الاشتراكي في بيان “السلوكيّات البربريّة التي رافقت مسألة شخصيّة في بلدة بيصور وهو الذي كان طلب من الأساس، وفور وقوع الحادث، من الأجهزة الرسميّة المعنيّة متابعة هذه القضيّة وتوقيف المتورطين فيها وسوقهم إلى العدالة ومحاكمتهم أمام المراجع المختصة”. وأفاد البيان “أن الحزب تابع هذه المسألة بتفاصيلها مع الجهات المعنيّة في البلدة ومع الأجهزة المختصة إلى أن تم فعلاً تسليم الفاعلين إلى المراجع الأمنيّة لاجراء المقتضى”. وجدد الحزب “موقفه الثابت لناحية رفضه تغطية أي خارج عن القانون سواءً كان في حوادث أمنيّة ومناطقيّة أو في قضايا لها الطابع الاجتماعي كما حدث بالأمس في بيصور وهي حادثة لا تتماشى مع التقاليد والأصول والأخلاقيّات الانسانيّة والاجتماعيّة ولا تُبررها أية أعراف أو تقاليد أو عادات دينيّة أو إجتماعيّة”، داعياً “في الوقت ذاته القضاء لكشف ملابسات كل المراحل التي سبقت وقوع الحادثة والتي تخللها كما تردد حجز حرية الفتاة وتعنيفها”. كما شكر الحزب” آل ملاعب ومشايخ البلدة لتعاونهم في تسليم الفاعلين ورفضهم تغطيتهم أو إيوائهم مؤكدين إلتزامهم القانون وموجباته كاملةً” ومعروف ان لدى الموحدين الدروز عادات وتقاليد لا تحبّذ الزيجات من خارج طائفتهم. وسبق أن وقعت أحداث مماثلة تمت معالجتها من دون إراقة دماء، في العديد من قرى الجبل وبلداته. وأقصى عقوبة للفتاة كانت التبرؤ منها من قبل ذويها، خصوصاً إذا كان المتقدم لطلب يدها من طائفة غير طائفتها. لكن في المقابل، ثمة علاقات رحّب بها أهل الفتاة، وإن على مضض في البداية، ذلك أن المتغيرات المجتمعية وفّرت فضاء إنسانياً أرحب. وأفاد أقرباء الفتاة الدرزية أنها كانت عرضة للتضليل، فالشاب ربيع من بلدة حرار قضاء عكار، ادعى انه من بلدة الجاهلية قضاء الشوف، وانه ينتمي إلى الطائفة الدرزية. وقد غرّر بالفتاة التي رفض أهلها الزواج منه، بعدما علموا أنه ينتمي إلى طائفة أخرى. لكن مع إصرار الفتاة على الارتباط به عمد أشقاؤها إلى ضربها، ما اضطرها إلى الهروب قبل نحو أسبوع من المنزل للارتباط بالشاب المذكور. وفي تلك الفترة، كان ثمة تفاوض بين أهل الفتاة وربيع لتسوية المشكلة. إلا أن المقصود من عملية التفاوض الشكلية استدراج الشاب إلى بيصور لارتكاب فعلتهم. وهذا ما حصل، وكانت الواقعة في منزل الفتاة، خلافاً لما تناقلته بعض وسائل الإعلام من أن الجريمة ارتكبت في ساحة البلدة. ولهذا السبب لم يتمكن الأهالي من منع التعدي على الشاب. وقام ذووها بإحضاره إلى الساحة لتعليقه على عمود الكهرباء وذبحه كما قال ربيع. لكنهم لم يتمكنوا من ذلك بسبب مصادفة وجود شرطة البلدية في المكان, وقد نقلت سيارة الإسعاف التابعة للصليب الأحمر اللبناني الضحية ولم ينتبه العناصر الى سقوط بعض الأعضاء التناسلية على الارض.
تزامناً، عمد رؤساء البلديات في عكار وعائلة المجنى عليه إلى عقد اجتماع طارئ للبحث في القضية وكيفية معالجة ذيولها. وقال أشقاء ربيع “لم يخيل لنا أن تكون عائلة الفتاة بهذه الدرجة من الإجرام والحقد”، وأشاروا الى أنهم تلقوا تحذيرات بعدم الذهاب إلى مستشفى الشحار الغربي لرؤية شقيقهم. وكل ما عرفناه أن وضعه الصحي خطر للغاية، ولاحقاً أجرينا العديد من الاتصالات حتى تمكنا من نقله إلى مستشفى رفيق الحريري الجامعي للمعالجة.