منذ أن فتحت الطفلة شهد عينيها على الدنيا لم تر سوى الحزن ولم تلتحف سوى الفقر ولم تأكل سوى الألم.. هي شهد ذات الربيع الثامن والتي تعيش طريحة الفراش في حضن أم مطلقة منذ سنوات، فهي تعاني من شلل كامل أفقدها الحركة والكلام، لتكوّن شهد بهذه الحالة سلسلة أخرى لا تقل ألماً وحزناً من أوضاع أمها المطلقة. تقول أم شهد طلقني زوجي منذ سنوات طلاقاً لا رجعة فيه وترك لي الطفلة شهد وليس لي غيرها، فهي تعاني من شلل دماغي مع تأخر في النمو مع اضطرابات تشنجية إضافة إلى مرض في المجاري الهوائية، حيث اتضح في التشخيص الطبي ما نصه «أن المريضة أعلاه عمرها ثماني سنوات وتعاني من تشنجات ويتم التحكم فيها بالأدوية، ولكنه قد ظهر لديها مرض نشط في المجاري الهوائية وبسبب ذلك كانت تستخدم بخاخا وحالياً صدرها يتحسن، ولقد حضرت إلى المستشفى عدة مرات بسبب زيادة جرعة «فالبريت الصوديوم» حيث تم إعطاؤها العلاج المناسب وحالياً تم تركيب أنبوب التغذية لها، وعند فحصها تتحرك في كرسي متحرك وتعاني من تشنجات لأطرافها الأربعة ولكنها أحسن من وضعها السابق ولديها احتقان في الحنجرة، وقد تمت ولادتها بعد حمل مكتمل «ولادة طبيعية» وحصل لها بعد ذلك احتشاء اعتلالي دماغي وظلت في العناية المركزة للأطفال لمدة 11 يوما. والدة الطفلة شهد تقول عانيت طيلة السنوات الماضية معاناة كبيرة جراء مواعيد شهد في المستشفى، فأنا مطلقة وليس لدي عائل ولا نملك سيارة نقضي بها مشاويرنا وأوضاعي المادية في غاية السوء، وتضيف قائلة: تنتاب طفلتي شهد حالات من الصرع الشديد ولا أستطيع أن أتحكم فيها أو أفعل أي شيء ينقذها، وخصوصاً إذا أتاها التشنج في ساعات متأخرة من الليل، فليس هناك وسيلة لنقلها إلى المستشفى ولا يوجد لدي عائل يساعدني في محنتي هذه، وتضيف قائلة لقد خرجت شهد قبل يومين من غرفة العمليات حيث أجريت لها عملية تم فيها إدخال أنبوب تغذية في البطن لأن المجاري الهوائية معتلة ولا بد من إجراء هذه العملية، وتقول والدة شهد: بنتي ترى وتسمع ولكن لا تتكلم ولا تتحرك فهي مشلولة الأطراف الأربعة وتحتاج إلى رعاية متقدمة ومستشفيات متخصصة في الولاياتالمتحدةالأمريكية أو في كندا أو ألمانيا، مشيرة إلى أن حالتها تتحسن ولكن بشكل بطيء جداً وإذا ما تأثرت بمضاعفات المرض فإن حالتها تنتكس وتعود أسوأ مما كانت عليه، وناشدت أم شهد أهل الخير المسؤولين في هذه البلد الطيبة أن يتدخلوا لمساعدة الطفلة شهد في تأمين علاجها خارج البلاد فهي ما تزال طفلة صغيرة وتتمنى أن يبارك الله في جهود المخلصين لكي يؤمنوا لها رحلة للعلاج خارج البلاد.