"اللهم سخِّر لنا شفاء من عندك يا سميع يا مجيب". دائماً ما تردد هذه الكلمات أُمُّ طفلة تعاني " مجموعة أمراض"، نجمت عن إصابتها في حادث مروري، وقع لها منذ أربع سنوات في حائل. وبحسب تقرير طبي حصلت عليه "سبق" من مدينة الملك عبدالعزيز الطبية، تعاني الطفلة بعد الحادث صرعاً متكرراً وتشنجات توترية مع حركات غير طبيعية في أطرافها السفلية، تتكرر لأكثر من خمس مرات في اليوم. وذكر ل"سبق" أحد أقارب الطفلة أنها قبل الحادث كانت واعية ونشطة، وتتفاعل اجتماعياً، إلا أنه بعد الحادث أصبحت لا تتواصل شفهياً، ولا تصل حتى للأشياء، وبقيت على التغذية عبر الأنبوب الأنفي فترة طويلة. وأضاف: أُجريت لها في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية عملية "فغر معوي"، مع وضع أنبوب دون تنبيه للقاع، وتم إعطاؤها علاج ديباكين وباكلونين. وبحسب التقرير الطبي أُصيبت الطفلة باعتلال دماغي دون تواصل بالعين وضَعْف رباعي مع فرط انعكاسات، كما اتضح من تخطيط الدماغ الكهربائي أنها تعاني فروجات صرعية الشكل متعددة البؤر. وأظهرت أيضاً الأشعة المقطعية على المخ استسقاء دماغياً، كما اتضح العمل الطبيعي لباقي الأعضاء ما عدا الرؤية التي لم تكن غير طبيعية. ومعاناتها ارتجاعاً شديداً بالمعدة والمريء. وفي حديث لقريب الطفلة أوضح أن والدة الطفلة ذهبت بابنتها إلى مصر قبل فترة وإلى الأردن، وذكر أحد الأطباء في الأخيرة أنه يستطيع - بتوفيق الله - علاجها، إلا أن ذلك يقتضي تكلفة مالية تصل إلى مائة ألف ريال، على أقل تقدير لصعوبة حالتها الصحية. ولضَعْف دخل أسرة الطفلة تراجعت عن علاجها؛ لتبقى حبيسة أحضان أمها، التي تذرف الدمع على ابنتها يومياً؛ لتردي صحتها يوماً بعد يوم. وإضافة إلى معاناتها مع ابنتها فإن الأم تعاني فقدان بصرها رويداً رويداً بعد أن أُصيبت في الحادث نفسه مع ابنتها. وعلى الرغم من توافر العلاج لحالتها بالخارج إلا أن والدة الطفلة - وبحسب قريبها - فضلت علاج ابنتها على علاجها مرددة دائماً: "اللهم سخِّر لنا شفاء من عندك يا سميع يا مجيب". وناشد قريب الطفلة أهل الخير التكفل بعلاجها , مشيراً إلى أن الفاقة المالية التي تعانيها الأسرة حالت دون ذلك.