قبل دخول شهر رمضان المبارك الذي ينتظره الكبار على أحر من الجمر مرددين: "اللهم بارك لنا في شعبان، وبلغنا رمضان"، إلا أن الصغار أيضاً لايملون السؤال عن لحظة دخول الشهر الكريم، حيث إنه يشكل لهم طقوساً أخرى مليئة بالشوق والفرحة التي لاتوصف. منهم من يكون هذا العام هو الأول الذي يصوم فيه، ومنهم من قد أكمل نصفه العام الماضي، ومنهم من يسعى لتقليد إخوانه ووالديه لصيام اليوم حتى غروب الشمس إلا أنهم لايكملونه حتى صلاة الظهر. وعلى الرغم من أن الطفلة ريماس القحطاني لم يتعد عمرها تسع سنوات إلا أنها تعرف جيداً مكانة هذا الشهر، الأمر الذي يجعلها تواظب على الصيام هذا العام بعد أن أتمت صيام ثلث الشهر العام الماضي، وتقول:" أصوم رمضان منذ أن كنت في الصف الثالث، ولم أفطر سوى بضعة أيام؛ لأن هذا الشهر يعلمنا الصبر ويذكرنا بجوع الفقراء والمساكين". فيما قال الطفل تركي العبدالله ذو الثمانية أعوام انه بدأ الصيام هذا العام وفي أول يومين كنت أشعر بالجوع أحيانا ولكنني تغلبت على الوهن ولم أفطر، فالصوم يعلمنا معنى الصبر والتحمل، وأنا أحب شهر رمضان لأنه شهر العبادة والتقرب إلى الله". وذكر الطفل حسين النايف الذي اعتاد مرافقة والده لصلاة التراويح أنه قبل إقامة صلاة العشاء يقرأ بعض الآيات من القرآن الكريم، وقال:" رمضان له روحانية خاصة انتظرها كل عام حيث استمتع بالذهاب مع والدي للمسجد واقرأ القرآن ونكمل صلاة التراويح قبل أن نعود للبيت ونجتمع في مائدة العشاء مع عائلتي ومشاهدة برامج الأطفال المفيدة في رمضان". ويعد الطفل نايف الشويعر أن رمضان شهر الخير، حيث وكما يذكر أنه فرصة لاتتكرر، حيث تجتمع العائلة فيه على مائدة واحدة، وعلل عدم اجتماعهم بقية الأشهر بأن والده كثير السفر بحكم عمله وأن اثنين من إخوته مبتعثان للخارج لاكمال دراستهما العليا، وقال:"يحلو لنا بعد الإفطار الجلوس مع الوالد، إذ يحكي لنا عن رمضان في السابق وكيف اختلف الحال الآن، ونجتمع بعد صلاة التراويح مع الأهل كلهم ونتسامر، وبعدها لممارسة كرة القدم مع الأصدقاء". ومن ناحيته ذكر الدكتور طارق واصل -أخصائي الأطفال- أن سن العاشرة هو السن المناسب والمثالي لصيام الطفل بدون أي مشاكل أو معاناة خاصة أن شهر رمضان في هذا العام هو إجازة لكل الطلاب. وأشار واصل إلى أن الاعتماد على الوجبات التي تعطي طاقة مثل النشويات والسكريات والألبان تساعد الطفل على مواصلة الصيام دون احساس بالتردد في الصيام أو الجوع. وأكد على أهمية الوجبات ذات الحروريات العالية بالإضافة إلى الوجبات الخفيفة بين وجبتي الإفطار والسحور والإكثار من شرب السوائل, كما ينصح بتأخير السحور قدر الإمكان، والتي تساعد جميعها الطفل على إكمال صيامه حتى مغيب الشمس. إلى ذلك، تقول الأستاذة وضحى القحطاني –اخصائية اجتماعية- ان شهر رمضان هو انسب وقت للبدء في التكاليف الدينية لما يسوده من جو روحاني ولذلك على كل من ترغب أن تعود أطفالها من الأمهات والآباء تعويد أطفالهم على الصلاة والصيام استغلال دخول شهر رمضان. كما تؤكد القحطاني على أن التعود على الصيام بين الأطفال ينجح في الأسرة التي فيها أكثر من طفل لشيوع جو المنافسة والتحدي بينهم لذلك لابد من إتباع سياسة مدروسة من اجل تعويدهم على هذه العبادة الهامة .