عندما نذكر شهر رمضان المبارك تغمرنا فرحة كبيرة وتفيض مشاعرنا بلهفة وشوق لهذا الشهر الكريم، وتمر بذاكرتنا أحداث جميلة لا تزال راسخة في داخلنا، وإن مرت عليها عقود من الزمن. وإذا كان الكبار ينتظرون رمضان على أحر من الجمر، مرددين في كل شهور السنة، ومكثفين في شعبان الدعاء «اللهم بلغنا رمضان»، فإن الصغار أيضا لا يملون من السؤال عن الضيف القادم، معلنين أنهم أيضا ينتظرونه بلهفة وشوق وفرحة لا توصف. منهم من يصومه للمرة الأولى، ومنهم من اعتاد صومه عاما بعد عام، ومنهم من يتمنى صومه، ولكنه لا يقوى عليه في ظل صغر سنه. وعلى الرغم من أن الطفل محمد بن عبدالرؤوف المذن لم يتعد عمره ثمانية أعوام، إلا أنه يعرف جيدا مكانة شهر رمضان، الأمر الذي جعله يواظب على الصوم في الأعوام الماضية: «أصوم رمضان منذ أن كنت في الصف الثاني، ولم أفطر يوما واحدا؛ لأن هذا الشهر يعلمنا الصبر ويذكرنا جوع الفقراء والمساكين»، مبينا أن برنامجه الرمضاني يختلف كثيرا عن الأيام المعتادة: «بعد الإفطار نتابع المسابقات المخصصة للأطفال». وعلى النحو ذاته بدأ الصيام الطفل هاشم بن محمد التركي تسعة أعوام: «بدأت الصيام وأنا في الصف الثالث، وكنت أشعر بالجوع أحيانا ولكنني تغلبت على الوهن ولم أفطر، فالصوم يعلمنا معنى الصبر والتحمل، وأنا أحب شهر رمضان لأنه شهر العبادة والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى». وعلى الرغم من أن الطفل يوسف سلمان النحوي سبعة أعوام، لا يزال صغيرا في عرف الصيام، إلا أنه بدأ صوم رمضان كله من أكثر من عام: «لا أشعر بالتعب، ففي هذا الشهر نتعلم معه الصبر والتحمل ونشعر بما يعانيه الفقراء والمساكين من جوع، أشاهد البرامج المخصصة للأطفال والمسابقات، لكنها تكون دوما صعبة، وبعد صلاة التراويح أذهب مع أصدقائي لنلعب حتى الساعة العاشرة وبعدها أنتظر موعد السحور حتى نستعد للصوم في اليوم التالي». واعتاد الطفل حسين بن ناصر بوحويح سبعة أعوام، قبل الأذان تلاوة بعض الآيات من القرآن الكريم: «وبعد الإفطار أتابع برامج الأطفال في التليفزيون فهي مسلية ومفيدة». ويعد الطفل حسين بن عبدالمحسن السويق عشرة أعوام، رمضان فرصة لجمع الأهل على مائدة واحدة، وهو أمر قلما يتحقق في الشهور الأخرى: «يحلو لنا بعد الإفطار الجلوس مع الوالد، إذ يحكي لنا عن رمضان في السابق وكيف اختلف الحال الآن، ونجتمع بعد صلاة التراويح مع الأهل كلهم ونتسامر، وبعدها أذهب مع الأصدقاء للعب الكرة وهي اللعبة المفضلة لدينا حتى في شهر رمضان، وأحيانا أتابع المسابقات وبرامج الصغار والبرامج التي تحتوي على معلومات مفيدة». ويصوم الطفل محمد أمير البدنه تسعة أعوام رمضان منذ كان في الصف الثالث: «وقتها لا أشعر بالجوع، وأنام حتى الأذان، وبعد الصلاة أذهب مع أصدقائي نلعب الكرة وأشاهد بعض البرامج المخصصة للصغار وأتابع المسابقات المسلية جدا». أما الطفلة دلال علي الأحمد ثمانية أعوام، فصامت رمضان بأكمله العام الماضي، واعتادت صلاة التراويح مع والدتها في المسجد، وأشعر بأن شهر رمضان مختلف عن باقي الأشهر، وأبلغتني والدتي أن رمضان في السابق يختلف عن الحاضر في الشكل وطريقة الاستقبال، لكنه كما هو من ناحية المضمون من حيث التعبد وتقديم الصدقات للفقراء والمساكين».