عِشق الرمال واللعب بالتراب لم يعد حكرا على الأطفال، فدغدغة حبات الرمال أعادت الرجال لعشق الطفولة، فالرسم بالرمال والنحت وتشكيل المجسمات هواية وإبداع عشقها عبدالهادي بن حسين الفرحان –أبو الفرح– كما يُحب أن يُكنى، فقد أبدع وتفنن في الرسم على الرمال، وتشكيل مجسمات إبداعية، فأبهرت الحضور. بدأ أبو الفرح، والذي يشارك حاليا في فعاليات صيف الشرقية 34 بالدمام، هوايته منذ سبع سنوات عن طريق الرسم على الورق، ومن ثم الرسم على الجدران وبعدها تطورت الى النحت على الرمال بتحف رملية ثابتة وعمل مجسمات بالرمل، وتعتبر الأخيرة تحفاً للمنازل، مستخدما فيها أدوات النحت العادية، إضافة إلى رشاش الماء، وأدوات المطبخ مثل الملعقة والسكين. يقول: طريقي بدأ من حيث صمت عنه الآخرون وتجاهلوه، ومضيفاً: وجدت مساحة ومادة لا تحتاج إلا إلى الفكرة لتطويرها بعيدا عن صخب الحياه وتلوث الماديات فيها، لذلك انطلقت غير مكترث بضحك أو سخريات البعض فوجدت نفسي بين كومات الرمال استمتع بها وأنحت فيها تلك المجسمات الصامتة كي أحولها إلى رموز ناطقة. وشارك عبدالهادي في بعض المعارض المحلية، منها معرض أرامكو في الظهران، ومهرجان اليوم الوطني في الدرعية، ومهرجانات الهيئة العامة للسياحة والآثار بالرياض، اضافة إلى فعاليات صيف الشرقية 34 والمقامة حاليا في الواجهة البحرية بالدمام، ويقول «أشارك مع الناس في كل مكان، وأشارك كل متذوق لهذا الفن، فصحبتي مع الرمال قديمة وستبقى هكذا». وعن دعم الجمعيات أو تبنيها لهذا الفن، أشار أبو الفرح إلى أنه لا يوجد جمعيات تهتم بهذه المواهب حيث يوجد بعض من الشباب ممن لديهم مواهب مدفونة، إلا أنهم لم يجدوا من يدعمهم كما هو الحال معه، وقال «لن ألتفت إلى الجمعيات وإلى تبني الفكرة، فيكفي اني تبنيتها بقناعة، والأيام ستشهد على هذا الفن وابداعاته، ويكفيني أنتم أيها الزوار الذين تقفون أمام أعمالي اليوم، فأنتم قدرتموني وقدرتم أعمالي». وعن أمله في الجيل القادم من الأبناء، أشار عبدالهادي إلى أن الجيل القادم لديهم اهتمام، فأصحاب الذوق الراقي والفن التشكيلي وأهل الإبداع قادمون بقوة، وعلق قائلاً: الجيل القادم لا يتكئ على عصا الماضي إنما يرتبط ماضيه بحاضره، فالجيل القادم هو من يحمل شمعة المستقبل ومن تعلم الفيزياء وابدع في الجيولوجيا يدرك جمال الرمال وذراته، منوها إلى أنه يطمح إلى إقامة معرض واقامة دورات لهذا الفن، متمنيا الدعم من رجال الاعمال لتطوير هذه الموهبة والوقوف معه للمساندة. واختتم أبو الفرح حديثه بالحديث عن المضايقات التي يواجهها حيث قال: إنه لا يلتفت إلى المحبِطين فهو دائما ينظر من زاوية الايجاب والتفاؤل، وأشار إلى أن المضايقات والإحباط ليست في قاموسه فقد علمته الحياة أن للنجاح أعداء ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر.