في حملة تفتيش أخيرة لأمانة منطقة الرياض تم اكتشاف نحو 17 بالمائة من المطاعم التي تم تفتيشها مخالفة بشكل أو بآخر، واختتمت الحملة التي استمرت أربعة أيام بإغلاق 380 مطعما وبوفيه وكافتيريا لارتكابها عددا من المخالفات الصحية تمثلت في تدني مستوى النظافة وسوء التخزين وعدم وجود شهادات صحية للعاملين فيها. والحال هكذا أتمنى ألا تتوقف جميع الأمانات ومن بينها أمانة الشرقية عن القيام كل فترة وأخرى بحملات على المطاعم في جميع مدن المنطقة، فلذلك نتائجه الحسنة والجيدة على سمعة السوق وقبل ذلك صحة المواطنين وتعزيز قيم الجودة في المنتجات الغذائية، فحالة الاسترخاء غالبا ما تمنح المستهترين بالأنظمة ضوءا أخضر للعبث بما يطرحونه من منتجات، والمطاعم من المواقع الحيوية والاستهلاكية عالية النشاط، فكثير من الأسر والأفراد تربطهم صلات حميمة بالمطاعم والبوفيهات، وإذا خفّ الضغط الرقابي فمن المؤكد أنهم سيصبحون ضحايا محتملين لها. يمكن تفعيل إدارات صحية خاصة بتلك الضوابط وإعادة انتاجها بصورة حضارية تواكب مستجدات الواقع وميل المستهلكين المتزايد للتعامل مع المطاعم التي لن تتورع عن استغلال أي تراخ بلدي لإهمال الاشتراطات من أجل تحقيق مكاسب غير مشروعة. بصورة عامة تتعدد الأخطاء التي تتعمد المطاعم أن تقع فيها بحثا عن أقصر الطرق للكسب أو لضعف نفوس العاملين بها أو عدم اهتمامهم بالنظام وضوابطه، ومحصلة ذلك كوارث صحية غير منظورة في أغلب الأحيان لأن بعض الأمراض بطيئة في الظهور، فالمرض ، أعاذنا الله منه، على سبيل المثال، يمكن بحسب بعض الدراسات أن يأتي من تناول الشواء أو الزيوت التي يتعدد استخدامها في القلي، ثم إن عدم النظافة كارثة محققة لأن الجراثيم تنتشر في كل مكان، وحين تقترب من الأطعمة التي نتناولها فمستقرها بالتأكيد في أمعائنا دون أن ندرك أن ذلك التقطناه من هذا المطعم أو ذاك . من تلك الأخطاء وإن بدت مخالفات بسيطة عدم ارتداء القفازات أو غطاء الرأس، وفي بعض الأحيان هناك تمديدات كهربائية غير آمنة، ويستخدم العاملون بعض الأماكن غير الصالحة للطهي، مثل بعض المطاعم التي تقلي في ارتداد المطعم، وهذا ممنوع لأن الارتداد ربما يكون مكشوفا أو معرضاً للحشرات أو الصراصير، الى جانب التخزين السيئ للطعام أو إعداده بطريقة غير سليمة، وهي أخطاء تكلفنا في الواقع خللا صحيا ندفع ثمنه من سلامتنا وعافيتنا، فقط لأن عاملا مستهترا لم يرتد القفاز أو أهمل نظافة الأواني والطاولات ولم يعقمها مما قد يلحق بها من جراثيم... أتمنى مع ازدياد عدد المطاعم في مدن المنطقة واحتلالها لشوارع بأكملها، أن تبادر أمانة المنطقة الشرقية الى وضع خطة استراتيجية في فرض رقابة وعقوبات صارمة على المطاعم التي تخالف الاشتراطات الصحية والبلدية، فمعظم النار من مستصغر الشرر، وذلك يأتي في إطار الدور المتكامل لأعمال البلديات في تحقيق السلامة العامة والأمن الصحي للمواطنين، ويمكن تفعيل إدارات صحية خاصة بتلك الضوابط وإعادة انتاجها بصورة حضارية تواكب مستجدات الواقع وميل المستهلكين المتزايد للتعامل مع المطاعم التي لن تتورع عن استغلال أي تراخ بلدي لإهمال الاشتراطات من أجل تحقيق مكاسب غير مشروعة، فهي لا تبالي بصحة المستهلكين ولذلك يجب على الأمانة أن تعد آلية متابعة مستمرة وفاعلة من أجل وضع المطاعم تحت الرقابة اللصيقة التي تجعلها أكثر التزاما بالضوابط والشروط الصحية والبلدية. maaasmaaas@ تويتر