الخصوصية الكاملة، حلم لطالما راود جميع مستخدمي الشبكات الاجتماعية على مر السنين، صغيرهم وكبيرهم و مثقفهم وجهالهم، إلا انه حتى الآن لم يستطع احد تحقيق هذا الحلم الذي يزداد صعوبة يوم بعد يوم. ولا يخفى على الجميع أهمية هذه الشبكات لكونها تلعب دورا هاما في حياتنا اليومية باعتبارها مصدرا للأخبار وساحة للنقاش، وأداة للتسويق أو التواصل، فضلا عن الملايين الذين يعتبرونها مجلسا للمتعة و قضاء اوقات الفراغ، إلا ان اللصوص والمخربين ومنتهكي الخصوصية قد وجدوها ساحة ممتعة وغنية وبيئة خصبة ليلعبوا أدوارهم في انتهاك الخصوصية وسرقة المعلومات. الأساس الذي بنيت عليه شبكات التواصل الاجتماعي هو المشاركة سواء بالتغريدات والتعليقات والصور والروابط أو أي معلومة يمكن تجسيدها على أي نحو ومشاركتها فيقومون باستخدام إحدى الطرق المعتمدة لديهم لنشر واستدراج الضحايا إما عبر الوصلات والروابط التي تقود إلى صور أو مقاطع فيديو على اليوتيوب بروابط مختصرة أو عبر طلبات للمشاركة في الألعاب الجماعية أو الهاش تاق، أو باستلام رسائل تبدو من أصدقاء موثوقين لكن عند فتحها تتعرض حساباتهم للانتهاك والحصول على المعلومات الحساسة والسرية ومن ثم تحويل الحساب الذي تم اختراقه إلا سلاح يتم توجيهه إلا المتابعين بقصد انتشار العدوى. ومما زاد الطين بلة تزايد أعداد المستخدمين الذين يعتمدون في هواتفهم الذكية أو أجهزتهم اللوحية على الاتصال بالإنترنت فإن كثيرين منهم لا يعرفون التهديدات الجدّية التي تحيط بهم في حال استخدام مواقع التواصل الاجتماعي دون أخذ الحيطة اللازمة كون ان الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية تعتبر أقل امنا من أجهزة الكمبيوتر. لكنني هنا لا أضع اللوم على المخترقين والمجرمين فحسب بل على المستخدمين انفسهم، لانهم وبكل صراحة لهم دور كبير في هذا، فالأساس الذي بنيت عليه شبكات التواصل الاجتماعي هو المشاركة سواء بالتغريدات والتعليقات والصور والروابط أو أي معلومة يمكن تجسيدها على أية حالة ومشاركتها، لكن لسوء الحظ فإن العديد منهم يتشاركون المعلومات الخاصة بأكثر مما يجب في كل ما يتعلق بأعمالهم وأماكن تواجدهم وحتى بعض البيانات الشخصية مثل ما يخص شؤونهم المالية، مع اشخاص مقربين ثقات، لكن المشكلة ان المشاركة تتم عبر هذه الشبكات التي لايمكن فيها اخفاء اي شيء يتم من خلالها ولو كانت عبر الرسائل الخاصة، فالنتيجة النهائية ان المستخدمين انفسهم لهم دور كبير في هذه الانتهاكات التي عادة ما تعتمد على غباء الضحية وسذاجته لا على قوة المنتهك وتقنياته. وأختم ان أكثر ما يعرض المستخدمين لهذه الانتهاكات والقاسم المشترك في جميع انتهاكات الخصوصية هو الثقة المبالغ فيها سواء كانت للأفراد أو التطبيقات فالكثير يثقون بالروابط والصور والفيديوهات وغيرها عندما يكون مصدرها الأصدقاء، الى ان تكويهم نار الانتهاكات، لا أحث هنا على انعدام الثقة بين المستخدمين لكن الحرص واجب في هذه المواضع. twitter | @Ahmad_Bayouni