كثيرون هم من طالبوا بحجب موقع تويتر .. وكثيرون أيضا من وجدوا فيه ضالتهم .. فهل حجب البلوتوث سابقا ؟ فضاء لا محدود من التواصل وفرته شبكة التواصل الاجتماعي « تويتر» فهو في الأصل ليس إلا مكان للتواصل بين المستخدمين، حاله كحال كل شبكات التواصل الاجتماعية الأخرى «فيسبوك « و «لينكد ان» و «جوجل بلس» فلماذا نحمل تلك العصفورة المسكينة فوق طاقتها وننعتها بأنها الخطر الآتي إلينا ؟ من ركزوا على حجب تويتر لم يعرفوا عن الشبكات الأخرى سوى التعليق على الصورة أو الإعجاب بالفيديو أو إضافة المقطع إلى قائمة «المفضلة» فقط. ما يطالب به البعض في الوقت الحالي هو حجب موقع تويتر، لكنهم هم أنفسهم يستخدمون سماعة البلوتوث الآن، بينما كانوا يحذرون من خطر البلوتوث قبل عشر سنين، وقبل ذلك التلفزيون وجهاز الكاسيت وأي تقنية لم ترق لهم أو لم يستفيدوا منها، فيطالبون بحجبها بأعذار مختلفة متعلقة بعدة جوانب اقتصادية أو اجتماعية أو دينية. لا أنكر وجود شريحة من مرتادي الموقع ممن يستخدمونه بشكل سلبي، لكن لا يمكن لأحد الحكم على تقنية معينة بسبب أن البعض استخدمها بشكل خاطئ، فهي لا تختلف عن الدش وجهاز الكاسيت والبلوتوث، يحكمها هدف الاختراع وليس الاستخدام. ما يحدث الآن حول تويتر يشبه ما حدث حول برنامج الأرقام الشهير «نمبربوك « الذي كان يشتكي منه الكثيرون بقولهم : «سرق أرقامي « لكن الحقيقة أنه من قدم خصوصياته وجهات الاتصال في هاتفه للمتطفلين على طبق من ذهب، بجهله وسذاجته وتسرعه بتثبيت البرنامج دون قراءة الشروط والأحكام، بالإضافة لمن يستخدم البرنامج استخداما خاطئا عبر التعدي على الخصوصيات، وحكموا على البرنامج حسب تصرف البعض وليس الهدف الذي أنشئ البرنامج من أجله، وهذا ما يحاولون أن يجسدوه شبكة تويتر فيه الآن، لكنهم لا يعرفون أن ما يكتب في تويتر ممكن أن يكتب في أي شبكة للتواصل الاجتماعي، فنفس الحروف التي تكتب يمكن أن تكتب في موقع الفيسبوك، أو أن يرى صورة ويسمع صوتا في اليوتيوب، لكن من ركزوا على حجب تويتر لم يعرفوا عن الشبكات الأخرى سوى التعليق على الصورة أو الإعجاب بالفيديو أو إضافة المقطع إلى قائمة «المفضلة» فقط، فهل يطالبون بحجب مساحة تغريده تتكون من 140 حرفا فقط، ويسمحون في المقابل بإتاحة مساحة تتجاوز الألف حرف تضاف إليها صور ومقاطع فيديو في الفيسبوك. وأختم أن أكثر من نعت تلك العصفورة بأنها خطر قادم يهدد الكثيرين، هو نفسه أحد أبرز مستخدمي « تويتر «، فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة، وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم. Ahmad_Bayouni@