مع اقتراب دخول شهر رمضان المبارك تصعد أسعار المواد الغذائية وخاصة الخضروات إلى أعلى المستويات ليصل ارتفاع الأسعار في بعضها الى ما يزيد عن 200 في المائة كما هو الحال مع الطماطم والخيار والبامية مثلاً ، ولفت تجار في سوق الجملة بالدمام الى أن سبب ارتفاع الأسعار مع قرب دخول الشهر الكريم هو الطلب الكبير على الخضروات بشكل عام وبعض الخضروات التي تستخدم كثيرا في بعض الأكلات الرمضانية بشكل خاص فيما رأى مستهلكون أن الارتفاع يعود الى جشع بعض التجار الذي يتفقون فيما بينهم لتشكيل احتكار قلة ، عن طريق السيطرة على سوق الجملة. وقد ارتفعت أسعار بعض الخضار في السوق قبل أيام من دخول شهر رمضان المبارك بشكل ملفت حيث وصل سعر صندوق الطماطم من وزن 5 كجم الى 20 ريالا مرتفعا من سعر يتراوح بين 10 و12 ريالا قبل أسبوعين ، ويتوقع ان يتجاوز سعر الصندوق 30 ريالا مع دخول الشهر ، فيما بلغت نسبة الزيادة في سعر صندوق الباميا من النوع الجيد لنفس الوزن 70%، بتجاوزه بوصول السعر الى 50 ريالا مرتفعا من 30 ريالا كان عليها قبل 10 أيام. وقال مرتادون لسوق الخضار والفواكه المركزي في الدمام إن الزيادة في أسعار الخضار ليست مستغربة، بل تتكرر في كل عام ، حيث تبدأ الخضروات بالارتفاع التدريجي قبل نحو أسبوعين على دخول الشهر الكريم وتصل لأوج الذروة في الأسبوع الأول من شهر رمضان ، ثم ما تلبث أن تنخفض تدريجياً اعتبارا من الأسبوع الثاني من الشهر لتصل الى نقطة التعادل في العشر الأواخر وتعود الى أسعارها قبل الانطلاق . واشار محمد الحسيني ( بائع خضار ) الى أن من أهم أسباب ارتفاع الخضروات الحالي والمتوقع هو انقطاع أو ندرة الخضروات التي كانت تأتي من بلاد الشام وخاصة سوريا التي تشهد أحداثاً ، حيث كانت الخضروات التي تأتي من سوريا سابقاً تشكل أكثر من ربع الخضروات التي تستوردها المملكة ، ويأمل الحسيني عودة الاستقرار الى هذا القطر العربي الشقيق ، كما يأمل زيادة الدعم لانتاج الخضروات محلياً بما يساعد المزارعين على تحمل تكاليف الانتاج . من جانبه قال أكد حمود الناصر ( تاجر ) إن ارتفاع الأسعار طبيعي حيث يعتبر شهر رمضان المبارك من أهم المواسم لارتفاع أسعار الخضروات التي تعوض في جزء منها خسائر المزارعين وبعض التجار خلال بعض شهور العام ، وهذا الوضع الموسمي معروف في كل مجالات التجارة ، ولذلك لا يجب ان نقول إن ذلك يمثل استغلالا أو احتكارا بل هو تعويض ، ونحن نؤمن أن السوق حرة ، وإذا ازداد الطلب يرتفع السعر ، وبالنسبة للخضار بدأت بالارتفاع منذ نحو أسبوع تقريبا وهي مستمرة في الارتفاع الى أن تصل الى مستوى يكون فيه العرض أكبر من الطلب لتبدأ بالانخفاض وهذا الأمر يعرفه الجميع ، وقد أضيف في هذا العام سبب مهم آخر للارتفاع الأسعار حيث إن الكميات التي كانت تأتي من بلاد الشام وخاصة سوريا بدأت بالانحسار نتيجة الأحداث ، وقد كانت تأتي كميات عن طريق دبي انقطعت هي الأخرى ، ولذلك فنحن نتخوف أن ترتفع أسعار بعض الخضروات التي تستخدم بكثرة مثل الطماطم والبطاطس والكوسا الى مستويات غير مسبوقة مع دخول الشهر الكريم. أما التاجر محمد الخريدة فأشار من جانبه الى أنه بالإضافة الى الطماطم فإن هناك توقعات أن تصل أسعار الكوسا والبوبر والباذنجان الى ارتفاعات تتجاوز 150 بالمائة كما هي في كل عام ، حيث يزيد الطلب عليها لعمل المحشيات ، وبالفعل سجلت أسعار الكوسا نسبة ارتفاع بلغت 100% تقريبا ليصل السعر عند الى ما فوق ال 50 ريالا للصندوق الذي يحتوي على 12 كجم في مقابل 25 ريالا للصندوق قبل نحو 10 أيام . أما بالنسبة لأسعار الفواكة ، فقد أشار المستثمر محمد السيهاتي الى أن الفواكه لم تشهد ارتفاعات ملفتة حيث لا تزال الأسعار عند معدلاتها على مقربة من دخول شهر رمضان المبارك ، الا أن الأوضاع يمكن أن تتغير مع دخول الشهر حيث يمكن أن يزيد الطلب على بعض الفواكه التي يمكن أن يسفاد من عصيرها على الموائد الرمضانية ، ولكن سرعان ما تعود الأسعار إلى الوضع المعقول بعد مضي أيام محدودة من الشهر الكريم ، وطالب السيهاتي وزارة التجارة والجهات ذات العلاقة القيام بدورها للحيلولة دون استغلال المستهلكين من قبل بعض تجار الجملة الذين يسعون الى تحقيق أرباح طائلة على حساب المستهلك وبدون داع.