يعتبر نابليون بونابرت من أكثر القادة العسكريين دهاء و شهرة في التاريخ. ورغم إخفاقاته في المعارك الحاسمة و نسيانه تطوير الكثير من الأمور في بلده فرنسا مثلما فعل بسمارك الألماني في تطوير الآلة الصناعية الألمانية، إلا أن نابليون مثله مثل أي زعيم عالمي و قائد مشهور فقد كان له معجبون حتى من أعدائه. و إذا أسعفتني الذاكرة، فيقال ان أشهر ممن كان معجب بنابليون و عبقريته العسكرية كان أحد الجنرالات النمساويين و الذي لجأ إلى فرنسا و أعطى لنابليون الكثير من الأسرار العسكرية حيال أنظمة الدفاع عن العاصمة النمساوية (فيينا) و أصبح الجنرال النمساوي جزءا من فرنسا. و بعد الحروب الفرنسية- النمساوية توقع الجنرال النمساوي أن يكافئه نابليون على ما قدمه لفرنسا. و لكن أخبره أحد القادة الفرنسيين بأن نابليون يشكره على المعلومات الاستراتيجية و لكن نابليون في نهاية المطاف يعتبرك خائنا لبلدك النمسا و ما الذي يضمن أن لا تخون فرنسا في المستقبل إذا كنت قد خنت دولتك التي ولدت و ترعرعت فيها. للأسف هناك الكثير ممن يدعون علم السياسة و الإعلام و لكنهم لا يعرفون مبادئها و التي تقول على أنه لا يوجد عدو دائم أو صديق دائم في السياسة. و السياسة هي مصالح بين الدول. و الغريب أن البعض يشكك في وطنية البعض ممن خدموا البلاد في الوقت الذي ترى كتاباتهم في صحف خارجية و مقالاتهم تمتدح رموزا من خارج الوطن ولكنهم لا يتحدثون ولا يكتبون عن الوطن, بل تراهم يتهكمون على رموزهم الوطنية و يستميتون في دفاعهم عن رموز خارجية. و قد مرت على هذه البلاد مثل تلك الأشكال التي تنعم بخيرات هذا البلد ولكن ولاءها لمن هم خارج الحدود. ففي الماضي رأينا كيف أن البعض أبهرهم خطابات جمال عبد الناصر الجوفاء و لكن في نهاية المطاف رأينا طائراته تغير على مدننا الجنوبية. إن الإعجاب برمز ليس من بلدك أو إعجابك بأسلوب الحياة في بلد ليس بلدك أمر طبيعي و لكن هذا ليس عذرا لأي إنسان بأن يكون ولاؤه المطلق لرمز ليس من بلده أو يقوم بالدفاع عن مجموعة توجد شكوك في نواياها تجاه بلدك. و الأدهى من ذلك هو من يقوم بتوزيع الاتهامات على أبناء بلده متى ما اختلفوا معه.