نسمع في الآونة الأخيرة عبارة تحسين بيئة الملاعب لزيادة الحضور الجماهيري للمنافسات المحلية .. وسمعنا أيضا شكوى رابطة المحترفين للدوري السعودي لكرة القدم بسبب عزوف الجماهير عن حضور المباريات مقارنة بالماضي الجميل .. ونسمع ونقرأ أيضا الكثير من النظريات والمقترحات لتفعيل الحضور الجماهيري .. ووضع الحلول لمعالجة العزوف ..!! وبدون شك .. فإن مصطلح بيئة الملاعب هو العنوان الأبرز في الآونة الأخيرة عندما يطرح ملف العزوف الجماهيري .. وهو عامل مهم بدون شك .. ولكن العامل الأهم من وجهة نظري هو عامل الوقت وليس البيئة أو المستويات أو التحكيم أو سخونة وبرودة المنافسة ..!! تصوروا أن المباريات في فصل الصيف مثلا تقام عند الساعة التاسعة أو التاسعة إلا ربع مساء .. وتنتهي المباريات في الحادية عشرة .. ومعنى ذلك أن الطالب أو الموظف في القطاعات الخاصة أو الحكومية سيصل إلى منزله الثانية عشرة في منتصف الليل .. مما يجعله يفكر ألف مرة في الذهاب إلى الملاعب لضيق الوقت أو تأخره عن النوم .. والسؤال الذي يفرض نفسه على أرض الواقع .. كيف نطالب بالحضور الجماهيري وأقصد بذلك إتحاد الكرة أو رابطة المحترفين .. والمواعيد التي تحدد للمباريات تمثل عائقا كبيرا للحضور سواء للطالب أو الموظف أو حتى للشخص العادي .. وللأسف الشديد هناك من يصر على تثبيت مواعيد المباريات التي لو هناك أشواط إضافية وركلات ترجيح لبعضها لدخلنا اليوم الثاني لها .. وبصراحة لا نعرف في أي تاريخ نكتب بعض المباريات .. هل نكتبها بتاريخ انطلاق صافرة البداية .. أو بتاريخ صافرة النهاية ( للمداعبة فقط ) .. ولكن هذه المبالغة تحدث في بعض الأحيان ..!! وبدون شك .. فإن مصطلح بيئة الملاعب هو العنوان الأبرز في الآونة الأخيرة عندما يطرح ملف العزوف الجماهيري .. وهو عامل مهم بدون شك .. ولكن العامل الأهم من وجهة نظري هو عامل الوقت وليس البيئة أو المستويات أو التحكيم أو سخونة وبرودة المنافسة ..!! بصراحة .. مواعيد المباريات ليست فقط مزعجة للمدربين واللاعبين ومسئولي الأندية والجماهير وحتى الحكام لأن الحكم موظف .. بل هي مزعجة ومرهقة حتى لوسائل الإعلام المختلفة المرئية والمكتوبة والمسموعة .. فهناك الكثير من البرامج الرياضية التلفزيونية في القنوات الرياضية المختلفة من يضع مواعيد برامجه بعد انتهاء المباريات .. مما يجعل بعض البرامج تستمر للواحدة بعد منتصف الليل مما يقلل من متابعيها لتأخر الوقت .. أما الإعلام المقروء فهو مقهور لدرجة الانفجار فمعظم المطبوعات وخصوصا غير المتخصصة تكتفي بتغطية المباراة فقط دون تصريحات ومتابعة للأحداث الهامة لظروف الطبع ..!! مواعيد المباريات للدوري السعودي مهمة جدا .. لمعالجة الوضع الراهن .. ولتفعيل الحضور الجماهيري في الملاعب .. أما إذا استمرت لجنة المسابقات الجديدة على نفس عقم اللجان السابقة في تحديد المواعيد بعد صلاة العشاء في مكةالمكرمة فان العزوف سيستمر أيضا .. والسؤال ما ذنب الجماهير في الشرقية والإحساء والرياض والقصيم أن تقام مبارياتها بعد صلاة العشاء في مكةالمكرمة .. رغم فارق التوقيت ..!! تجربة المباريات التي أقيمت في كأس الملك للموسم المنصرم بإقامة الشوط الأول بعد صلاة المغرب والشوط الثاني بعد صلاة العشاء .. كانت تجربة ناجحة جدا .. ومثلها مواجهة الاتفاق والاتحاد في الدمام بالدوري .. حيث كان الحضور الجماهيري طاغيا بدرجة كبيرة .. !! إذا كانت لجنة المسابقات ستنظر بعناية وبدقة لعامل التغيير في يومي الإجازة من الخميس والجمعة إلى الجمعة والسبت .. فإن المطلوب أيضا أن تنظر لمواعيد المباريات من أجل زيادة الحضور الجماهيري .. ومباريات التاسعة مساء أو أقل من هذا الوقت بقليل .. لن تغير من معادلة الحضور الجماهيري في الموسم الجديد ..!! أرحموا طلابنا وموظفينا وحتى رجال الأعمال وكل الجماهير من السهر من أجل المباريات ومتابعة البرامج الرياضية لوقت متأخر .. وارحموا الإعلام من « بهدلة « الوقت الضائع الذي يعطل إنتاجهم ..!! إذا كان ولابد فأن إقامة المباريات بعد صلاة العشاء لكل منطقة .. هو حل مناسب جدا فالفارق مابين صلاة العشاء في مكة وصلاة العشاء في الدمام ما يقارب الأربعين دقيقة .. أي شوط كامل.. !! تويتر @essaaljokm