شن متمردو طالبان صباح امس الثلاثاء في كابول هجوما على القصر الرئاسي انتهى بمقتل جميع المهاجمين، ما يعكس هشاشة عملية السلام بعد اسبوع على فتح الحركة المتمردة مكتبا سياسيا في الدوحة. وقال قائد شرطة كابول محمد ايوب سلانجي لوكالة فرانس برس ان ما بين ثلاثة الى اربعة مهاجمين قتلوا. ولم يتم الحديث عن سقوط ضحايا. وأوضح محمد داود امين مساعد قائد شرطة المدينة ان المهاجمين كانوا يستقلون سيارتين مملوءتين بالمتفجرات ويتنقلان قرب القصر الرئاسي ومبنى تابع لوكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي آي ايه). واشار الى ان منفذي الهجوم حاولوا ايهام الحراس بأنهم موكب تابع لقوات الحلف الاطلسي في أفغانستان. واضاف محمد داود امين «لقد كان هناك سيارتان رباعيتا الدفع وضعت عليهما شارات قوات الاطلسي وهوائيات (غالبا ما تستخدم على سيارات القوات الاجنبية)، لقد كانوا يرتدون بزات قوات الاطلسي». واشار الى انه عند الوصول الى نقطة التفتيش، «تم تفتيش السيارة الاولى وتمكنت من المرور. الا ان الحراس شكوا بالسيارة الثانية وحاولوا اعاقة تقدمها. وحصل عراك عندها وانفجرت السيارتان». خلال افتتاح هذا المكتب في الدوحة قبل اسبوع، استخدم متمردو طالبان الذين يحاربون حكومة كابول والقوات الدولية مصطلح «امارة افغانستان الاسلامية» (وهي التسمية التي كانت تطلقها حكومة طالبان قبل اسقاطها في العام 2001)، ما اثار غضب الرئيس حامد كرزاي وتضمن برنامج الرئيس الافغاني حامد كرزاي لصباح الثلاثاء عقد مؤتمر صحافي في القصر الرئاسي. واكد مصدر في الرئاسة ان امن المبنى وسلامته لم يكونا مهددين بفعل الهجوم. وأعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن الهجوم. وقال المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد ان «مجموعة كبيرة من المقاتلين هاجمت مكتب السي اي ايه، اضافة الى القصر (الرئاسي) ووزارة الدفاع». ودوت انفجارات قوية في المدينة قرابة الساعة 06,30 (02,00 ت غ) في حين بثت مكبرات الصوت في السفارة الامريكية رسائل انذار، وفق ما افاد مراسل وكالة فرانس برس. ويأتي هذا الهجوم الذي استهدف مراكز للسلطة الافغانية ومقرا امريكيا، في مثال جديد على هشاشة عملية السلام في بلد تشكل التفجيرات والهجمات جزءا من يومياته. كما يأتي الهجوم غداة لقاء في كابول بين الرئيس الافغاني حامد كرزاي والمبعوث الخاص الامريكي لافغانستان وباكستان جيمس دوبنز. وقال دوبنز الاثنين ان واشنطن «غضبت» للطريقة التي افتتحت بها حركة طالبان مكتبها في قطر والذي يهدف الى ان يكون الخطوة الاولى باتجاه التوصل الى اتفاق سلام في افغانستان. وخلال افتتاح هذا المكتب في الدوحة قبل اسبوع، استخدم متمردو طالبان الذين يحاربون حكومة كابول والقوات الدولية مصطلح «امارة افغانستان الاسلامية» (وهي التسمية التي كانت تطلقها حكومة طالبان قبل اسقاطها في العام 2001)، ما اثار غضب الرئيس حامد كرزاي. وأكد متمردو طالبان الاسبوع الماضي ان بدء الحركة باتصالات دبلوماسية لن يمنعهم من شن هجمات. وفي 11 يونيو، استهدف متمردو طالبان رمزا اخر للسلطة الافغانية من خلال هجوم انتحاري استهدف المحكمة العليا في كابول واسفر عن 15 قتيلا و40 جريحا. وفي هجوم اخر، قتلت ثماني نساء وطفلا من العائلة نفسها صباح أمس الثلاثاء في انفجار قنبلة في ولاية قندهار معقل طالبان في الجنوب الافغاني فيما كانوا متوجهين الى حفل خطوبة كما اعلن مسؤول في الشرطة المحلية. وقال غورزانغ افريدي الناطق باسم شرطة قندهار ان «ثماني نساء وطفلا قتلوا في انفجار قنبلة عند مرور سيارتهم» مضيفا ان ثلاثة رجال اصيبوا بجروح ايضا بينهم السائق. وغالبا ما يلجأ متمردو طالبا الى استخدام القنابل اليدوية الصنع والهجمات الانتحارية في قتالهم ضد حكومة كابول وقوة حلف شمال الاطلسي في افغانستان (ايساف) منذ سقوط نظامهم في 2001 اثر تدخل دولي قادته الولاياتالمتحدة.