عند الرغبة في متابعة أجواء إجازة منتصف الفصل الدراسي والخاصة بشبابنا المليء بالطاقة والحماسة المنقطعة النظير, يمكن التوجه إلى أي من الوجهات الأربعة, وهي كالتالي: الوجهة الأولى: السوق والمجمعات التجارية, حيث يقضي شبابنا الوقت الكثير جداً بين طرقات هذه الأسواق دون كلل أو ملل, ويتم توزيع الوقت في هذه الوجهة بين الجلوس في المقاهي المفتوحة وتناول القهوة والمشروبات الأخرى أو متابعة العائلات والسير خلفهم دون هوادة والتعرف بكل فضول على قائمة مشترياتهم, وويل ثم ويل لكل امرأة تنظر حتى وإن كان بدون قصد تجاههم, فبهذا التصرف تكون قد أعلنت ساعة الصفر لانطلاق الشباب خلفها أملاً في الحصول على صلة للوصل! الوجهة الثانية: المقاهي الشعبية, فهي الملتقى اليومي للكثير من الشباب المتحمس بعد إغلاق الأسواق والمجمعات التجارية, وفي هذا المكان تحديداً يتم استهلاك الأطنان من مشتقات التبغ (والمعسل), فلا يكاد الزائر لهذه الأماكن مشاهدة أحد من الشباب دون أن يكون فمه متصلا (بالأرجيلة) من خلال الأنبوب المرن, وهو يقوم يشفط ناتج احتراقها بكل ما يستطيع من قوة في محاولة منه لإشعال الرأس الجديدة! الوجهة الثالثة: الكورنيش والذي تعرّف عليه شبابنا من خلال كل زاوية فيه وذلك نتيجة المشي المتواصل في محاولة لاكتشاف الجديد في إنحائه, وقد يلفت نظر شبابنا في ذلك الكورنيش كل شاردة وواردة, المقاهي الشعبية هي الملتقى اليومي للكثير من الشباب المتحمس بعد إغلاق الأسواق والمجمعات التجارية, وفي هذا المكان تحديداً يتم استهلاك الأطنان من مشتقات التبغ ومن الطبيعي أن يدفع ثمن هذا النوع من المراقبة الكثير من العائلات التي تحاول قضاء بعض الوقت في خصوصية وراحة, فرياضة المشي في أنحاء الكورنيش عشق شبابنا وقمة طموحة! الوجهة الرابعة: وهي الوجهة الأشهر والأكبر والأخطر بين كل الوجهات الشبابية, إنها (الشارع)... فهو المصب الرئيسي لكل الشباب بجميع الفئات العمرية, ويمكن لكل مراقب بأن يرى ما يجول في عقول الكثير من شبابنا أثناء دورانهم المتواصل والذي لا يقف سوى للتزود بالوقود أو الطعام, فهناك من يبحث عن شيء لا يريد أن يجده, وهناك من لا يملك وجهة يمكن الاستدلال بها وهناك أيضا من يريد إخبار سكان المعمورة بأنه في قمة مراحل (الطرب), وهناك من ينظم بعض المواكب هنا وهناك، كل هذه الأنشطة العفوية والتي يقوم بتنفيذها شبابنا المتحمس لا تعرف للجهات المسئولة طريقاً, فطريقك يا ولدي مسدود. الجهات المناط بها احتواء شبابنا تغرق في نوم عميق وقد يرتقي هذا النوع من النوم إلى غيبوبة, فأتمنى من الله العلي القدير بأن يعقل عثرة هذه الجهات وان يشفيها وأن يحيي ما مات فيها من قلوب.