حين يرسل أحدهم تغريدة ويقول للناس: رتويت ياغيور، فإنه يعني أن من لا يعيد إرسال تغريدته عليه من (الدياثة) ظلال، أي أنه لا يشعر بما يشعر به المرسل، الآمر الناهي، من الغيرة على دين الله ومحارم المسلمين.!! وأنه، أي من تباطأ عن المشاركة الشعبية في الغيرة، تغريبي وابن ستين أجندة أجنبية وواقف على باب السفارات يقبض ويكتب ويهدم ثوابت الدين والمجتمع ويُخرج (الدرة المصونة) من حرزها المكين وعباءتها الضافية.!! وهذا لعمري توهم ما بعده توهم وضرب من ضروب الخيال الذي نشط مسرحه الاجتماعي في السنوات الأخيرة، حتى ظن البعض من أبناء وبنات المسلمين أنهم لابد أن يدققوا في سلامة دينهم وصحة تصوراتهم ووجاهة أفكارهم المغايرة للسائد وما اتفق عليه. والمشكلة أن الرأي الفردي لهذا الشخص أو ذاك أصبح، وهو يعبر طرق وسائل التواصل الاجتماعي، من المسلمات العامة لجموع المسلمين، أو على الأقل هذا ما يعتقده العامة الذين يستقبلون هذه الرسائل، التي تحاول جاهدة أن تنسف جباه الأفكار المضادة. والأمر لا يخلو من نية التحريض عند المرسل، الذي يوزع كما يشاء فضائل الدين والدنيا، ويوهم جماهيره بأن الغيرة على الدين أو المحارم مثلا لا تصدق إلا بما يراه هو وليس بما يراه أو يتصوره غيره. وليس بالضرورة أن يكون غيره هذا ليبراليا أو علمانيا من المفروغ منهم، وإنما قد يكون مفتيا أو واعظا أو ملتزما بالصورة التي رسمتها سنوات الصحوة للملتزم. وإذا اتفقنا جدلا بأن من يسكن منطقة الليبرالية أو العلمانية ليس (غيورا) ليعيد إرسال التغريدة الفذة المتعسفة، فماذا عن الشيخ الفاضل أو الشخص الملتزم أو الإنسان البسيط، الذي لم ير في تغريدتك ما يستحق المشاركة الشعبية، هل تعده غيورا أم تخرجه من ملة الغيرة؟! رتويت يا غيور. تويتر: @ma_alosaimi