يستقبلك ببشاشة وترحيب بالغ لا تنقطع الابتسامة عن محياه حسبما عرف عنه منذ نعومة أظفاره حتى ترك مزاولة الكرة ، نصف قبوله كنجم فوق العادة يبدأ من خارج المستطيل الأخضر ذلك هو نجم نادي النصر الفذ كما يحب أن يلقب اللاعب سعود حريري ، يعتز بماضيه مع النصر كثيرا رغم وحداويته ، ضيفنا اليوم نجم اشتهر كثيرا في زمانه حتى بات واحدا من ألمع مهاجمي الماضي ، أفضل من عرفته الملاعب السعودية باللعب في مركز الجناح ، التقينا به وقلبنا معه صفحات ماضية واليكم الجزء الثاني من الحوار.. هل انت من المشاركين في تحقيق انجاز الوحدة الاول أم ماذا ؟ - لا ، لأنني كنت العب في فريق الناشئين وبعد تحقيق البطولة عام 1386ه تمت الاستعانة بنا للانخراط ضمن الفريق الاول في النادي ، لكنني كنت اتمنى تحقيق ذلك الانجاز وكنت قريبا وممارسا للكرة مع ذلك الجيل الذهبي رغم صغر سني . ونحن نعتبر الجيل الذي يلي ذلك الجيل وكنا رافدا لهم . على ذكر صغر السن ، ما رأي أسرتك في ممارستك لكرة القدم في ذلك الوقت وأنت صغير وتمارسها مع من يكبرونك سنا ؟ - أولا ممارسة الكرة بالنسبة للأسرة أمر مرفوض تماما خصوصا الوالد فهو – عليه رحمة الله – كان يمنعني منعا باتا ويعتبر ممارستي للكرة نوعا من الخروج عن المألوف ، لكنني كنت أواجه ذلك المنع بالخروج من منزلنا خفية حيث أقوم برمي ملابسي عبر جدار منزلنا واخرج مع الباب بشكل عادي ولا توحي حالتي بأنني ذاهب إلى تدريب ، وبعد الخروج من الباب احمل حقيبة الملابس الرياضية وأذهب للنادي للتدريب مع باص النادي المخصص للناشئين وصغار السن ، ووالدي كان معلما وفي احدى المرات سمع عن بروزي خلال وسائل الإعلام بعد تلقي الخبر من زملائه في المدرسة وعند العودة إلى المنزل واجهني بالامر ، فاعترفت له بفعلتي وكان اللاعب محمود زرد من اقاربنا وتحججت للوالد أنه من تولى تسجيلي في النادي فرضي بالامر الواقع . لكن ألم تواجه معارضة منه عند السفر لخارج مكةالمكرمة وأنت صغير سن ؟ - بالتأكيد ففي احدى المباريات المقرر اقامتها في المدينةالمنورة رفض رفضا قاطعا سفري مع الفريق لكن العم أنور عقيلي احد أكبر محبي النادي في ذلك الوقت ورجل يملك وجاهة كبيرة في المجتمع المكاوي طلب من الوالد الموافقة على مرافقة الفريق وتحت مسئوليته فذهبت معهم إلى المدينة وأنا ابن اربعة عشر عاما . وما انجازاتك مع الناديين الوحدة والنصر طوال مشوارك في الملاعب ؟ - لعبت في نهائيين مع الوحدة انتهت جميعها بالخسارة يعني لم أحقق انجازا مع نادي الوحدة ، أما النصر فلعبنا نهائيين وكسبناها جميعا فإنجازي مع النصر بطولتان ، لكن يظل تكفل الرمز الاهلاوي الامير خالد بن عبدالله بعلاجي ذكرى لن انساها ما حييت ، كما أن يوم اصابتي امام الاتحاد كان يوما حزينا في حياتي لم انسه ابدا. من ابرز نجوم النصر في ذلك الوقت ؟ - اللاعبون كثر لكنني أتذكر من يشاركون في الهجوم فهناك الأمير ممدوح بن سعود ، ومحمد سعد الدنيني ، حسن أبو عيد . ونجومية سعود في ذلك الوقت لم تشفع له باللعب في صفوف المنتخب ؟ - نعم بالتأكيد تم اختياري وزميلي اللاعب الكبير حامد سبحي للانضمام ، وعند السفر توجهنا للنادي وتسلمنا تذاكر الطائرة ولا نملك ريالا واحدا وكنا في حيرة واثناء ذلك التقينا بالعم أنور عقيلي صاحب العطاء والمحب للكيان الوحداوي ، فشكونا اليه حالنا فسلمنا مبلغ خمسمائة ريال تبرعا من عنده ، فذهبنا منتشين وفي مطار جدة التقينا بلاعبي النادي الأهلي المستدعين للمنتخب احمد عيد وعادل رواس واحمد الصغير وعلي الشمراني والمجموعة ، ونحن في صالة الانتظار حضر مندوب عن رئيس النادي الأهلي الأمير عبدالله الفيصل وسلم كل لاعب من الأهلي مبلغ عشرة آلاف ريال مصاريف نظير ذهابهم إلى المنتخب فأثر هذا الأمر علينا كثيرا ، وفي معسكر المنتخب حضر الوحداوي المعروف عبدالله منيعي وزارنا وهو وحدواي صميم وقام بصرف مبلغ خمسمائة دولار لي ولزميلي حامد سبحي في المنتخب. عرفنا عن سعود أنه لاعب كرة قدم لكن فريق السلة في نادي الوحدة كان له جانب من مشوارك الرياضي كيف كانت المشاركة ؟ - فريق السلة بالنادي شارك في تصفيات الصعود أول ما تم تشكيله وكان اللاعبون موجودين لكن بدون مدرب وبحكم تخصصي في التربية الرياضية طلبت إدارة النادي منى تدريب الفريق رغم أنني نجم كرة قدم في ذلك الوقت وفي أوج مستواي لكن سافرت معهم وحققنا الصعود ومن ذلك الوقت ولعبة السلة في نادي الوحدة تدين بالفضل لسعود حريري ، وأنا لعبت ضمن فريق العاب القوى إلى جانب كرة القدم وعملت مدربا للسلة كل ذلك في وقت واحد . وماذا ينقص الوحدة اليوم ؟ - الوحدة تحتاج لدعم مادي ورجال أوفياء تعمل دون مقابل وتقدم تضحية ... وتكاتف اهالي مكة بجميع أطيافها. انتهت أسئلتي المساحة المتبقية متروكة لك فهل من إضافة ؟ - أشكرك أولا ، واشكر ملحق الميدان بجريدة (اليوم) على إعادة الماضي الجميل للجيل الذهبي من لاعبي الكرة في بلادنا والرياضيين عموما ، وانا اعتبر هذا الأمر وفاء لمن قدموا مستويات وسجلوا الانجازات ، وعبر صفحتكم هذا أتيحت لهم فرصة استعادة ذكريات كثير من النجوم والاطمئنان على اخبارهم وعرفنا الحي من الميت منهم . السيرة الذاتية الاسم: سعود عبدالعزيز درويش حريري من مواليد عام 1375ه في مكةالمكرمة المهنة: مدرس متقاعد بعد خدمة 32 عاما ، واعمل في مجال تجارة العقار الآن . المؤهل: خريج معهد التربية الرياضية بالرياض الأبناء: عمرو ، ومحمد ، نجلاء ، ونرمين ، جميعهم متزوجون باستثناء محمد آخر العنقود ينتظر التخرج من الثانوية العامة.