تنطوي خيوط الزمن وتنتهي سيرة من عاشوا في محيط الرياضة عندما يقف عطاؤهم الرياضي عن ميادين اللعب ويتوقف عن الركض في المستطيل الاخضر ، لكن تظل سيرة البعض منهم تنقل جيلا بعد جيل ، وتذكر صولاتهم وجولاتهم لما قدموا من عطاءات، ولاعب الوحدة السابق حامد بن أحمد سبحي أحد أشهر لاعبي الوحدة في الزمن الجميل، وعنصر مهم في المنتخب السعودي في ذلك الوقت ، فهو منذ أن بدأ مداعبة المستديرة وحتى توقف عن الركض، وظل سبحي رمزا من رموز الوحدة استمر في عطائه إداريا ، ومشرفا ، ومسئولا عن الشأن الوحداوي ، ويحمل همومه حتى اللحظة ، التقينا به وتبحرنا في أعماقه ، وخرجنا بحوار قيّم يروي فيه ذكرياته السعيدة والأليمة واليكم تفاصيله : • أولا دعني اسألك على غير العادة في مثل هذه الحوارات ، أين حامد سبحي عن الكرة في نادي الوحدة ؟ «أنا» موجود الحمد الله ومتابع جيد للكرة السعودية عامة ، ومهموم بكرة القدم في الوحدة ذلك النادي العريق الذي أخرج عمالقة نجوم كرة القدم في الماضي والحاضر ، فحامد سبحي كما هو يظل عاشقا لكرة القدم حاملا لهمومها . • ومتى بدأت ممارسة كرة القدم ، واين كانت الانطلاقة ؟ بدأت ممارسة كرة القدم قبل مدة من انضمامي للوحدة فعليا في عام 1967م ، حيث لعبت في فريق الناشئين ، وفي عام 1968م لعبت مع شباب النادي ، ومنذ عام 1969م وحتى عام 1979م مثلت الفريق الاول ، فكانت فترة حافلة زاملت خلالها نجوم الجيل السابق ، الجيل الذي حقق إنجازات الوحدة ، وكانوا نجوما لا يشق لهم غبار . • ومن هم نجوم الجيل الذهبي الذين عاصرتهم وكان لهم دور في تحقيق إنجازات الوحدة ؟ هناك نجوم كثر ، بعضهم انتقل إلى رحمة الله والبعض الآخر على قيد الحياة ، وأتذكر ابرز من عاصرتهم ولعبت معهم من نجوم الجيل الذهبي لنادي الوحدة ، كريم المسفر ، وسعيد لبان ، ولطفي لبان ، وأسعد ردنا ، ,احمد طاهر ، فهؤلاء من نجوم العهد الجميل الذين حققوا البطولة الاولى لنادي الوحدة وتشرفت باللعب معهم . كما اتذكر زملاء المنتخب عبدالرزاق ابو داود وسعيد غراب واحمد عيد وغازي كيال وناصر الجوهر واحمد الدنيني وهلال الطويرقي • وهل هناك مباريات من تلك الحقبة الجميلة لازالت عالقة في ذاكرتك ولم تنسها حتى الآن ؟ لعبت في نهائي كأس ولي العهد عام 1972م ضد فريق النصر في ملعب الصبان بجدة، بعد فوزنا على الاتفاق في نصف نهائي الكأس ، وخسرنا يومها المباراة بشرف بعد اداء كبير داخل الملعب، كما اتذكر نهائي كأس المصيف عام 1973م عندما نازلنا في النهائي فريق النصر وخسرنا المباراة بضربات الترجيح ، وانا ممن اخفقوا في التسجيل ، لكنني حصلت على كأس افضل لاعب في الدورة رغم أنني كنت أصغر لاعب في الدورة ، بل وأصغر لاعب وسط في ذاك الوقت ، فهذه مباريات مازالت عالقة في ذهني ولن انساها ما حييت. • وماذا عن الذكريات الاليمة في مشوارك الرياضي ، وهل تتذكر شيئا منها ؟ بالتأكيد فهي كثيرة وعديدة وربما لا يتسع المجال لذكرها هنا ، لكن ابرز تلك الذكريات الاصابة التى تعرضت لها في لقائنا امام الغريم التقليدي نادي الاتحاد عام 1976م في جدة وهي عبارة عن اصابة في غضروف الركبة، توقفت على اثرها مدة طويله لعدم وجود الامكانيات الطبية آنذاك ، فتلك فترة عصيبة في مشواري الكروي لم انسها طوال حياتي. • مشوارك حافل جدا ، لكن اين المنتخبات الوطنية عنك وأنت صاحب مستوى مميز في تلك الفترة ؟ لعبت لمنتخب الناشئين في العام 1972م وبعد ذلك تم اختياري للمنتخب الاول مباشرة للمشاركة في دورة الخليج الثانية ، لكن الدورة الثالثة استبعدت عن المنتخب في اللحظات الاخيرة، لكني عدت إلى صفوف المنتخب مرة أخرى في الدورة الرابعة وانا أكثر قوة ، وحققت خلال تلك الدورة نجومية خط الوسط على كافة لاعبي المنتخبات المشاركة ، وفي عام 1976م شاركت مع المنتخب الاول في الدورة العربية. • دعنا نتقدم بالزمن قليلا واسألك عن وضع ناديكم الان ، فالحاصل في الوحدة الآن هدر لتاريخ الكيان فما رأيك ؟ وضع نادينا الآن لا يرضي صديقا ولا عدوا لكن اسأل الله أن يسخر له من يعيد لهذا الكيان بريقه وما يحصل الآن بالتأكيد هدر لتاريخ صنعه الاوفياء من رجال الوحدة ، ولعلها وعكة وتزول، ولم يحصل في تاريخ الوحدة أن تراجع فريقنا لهذا المستوى. • لكن التاريخ الوحداوي مراحل كما يذكر محبوه وما هي أبرز تلك المراحل قديما وحديثا؟ نعم تاريخ الوحدة مراحل وأول تلك المراحل مرحلة الرعيل الاول وهذا بالتأكيد عصر ذهبي يتفق عليه الجميع، ثم نأتي مرحلة المنتصف الذي عاش فيه فريق الوحدة صائدا للكبار، ثم عشنا عودة الوحدة في الزمن الحالي إلى منصات التتويج بعد غياب دام لاكثر من 40 عاما ، فكنا نملك في الوحدة فريقا لا يشق له غبار. • يعاني فريق الوحدة كثيرا من ابتعاد قدامى اللاعبين امثالك، وما هي اسباب هذا الابتعاد في نظرك ؟ بالتأكيد يعاني فريقنا كما تعاني جل الاندية السعودية من عزوف قدامى اللاعبين عن التواجد الفعال في النادي، وسبب ابتعاد قدامى الوحدة يأتي لتعاقب مجالس الادارات، وعدم الاستقرار الشرفي والاداري في نفس الوقت وهذا بالتأكيد اسهم في ابتعادهم ، لكن هناك قدامى لاعبين في الوحدة لو تم استقطابهم سيكون اثره جيدا على فرق كرة القدم بالنادي خصوصا الفئات السنية . • المساحة المتبقية متروكة لك ماذا تبقى لديك من ذكريات الماضي؟ ابدا يظل الكياني الوحداوي عشقي ، وذاكرتي لا تمحو ما قدم نجومه في الميدان ، كما أترحم على من انتهى مشواره في الحياة لكن تبقى ذكراه طيبة عطرة عن الآخرين ، واتمنى للجيل الحاضر ان يستغل الامكانات المتوفرة لهم ، وتقديم الغالي والنفيس لبلدهم ، واقول لهم : اعملوا من أجل رفع راية التوحيد ولن تنساكم الاجيال القادمة ، وشكرا للميدان على اعادة الذكريات الجميلة. السيرة الذاتية الاسم : حامد أحمد سبحي المؤهل العلمي : دكتوراه علم النفس الرياضي تخصص «إدارة الاندية « العمر : من مواليد 1371ه (63) عاما النادي : الوحدة المركز : وسط ايسر الحالة الاجتماعية : متزوج وأب لخمسة اطفال 4 ذكور اكبرهم هتان وبنت واحدة . السبحي السادس وقوفاً من اليمين مع فريق الوحدة خلال فترة الاعداد بتونس عام 1396ه. الثاني من اليسار مع المنتخب السعودي خلال تصفيات امم اسيا.