قبل 37 عاما وفي مرحلة المتوسطة تفتحت مداركي الرياضية على إبهار كروي تجلى فيه فريق الوحدة لكرة القدم مع شقيقه الاتحاد حضورا كرويا فنيا وجماهيريا إبان كانت أندية الممتاز ثمانية أندية هي الوحدة والاتحاد والأهلي والرياض والشباب والهلال والنصروالقادسية. بعدها صعد للممتاز فريقا الاتفاق والنهضة بعد مباراة حاسمة بين الفريقين انتهت 42 للاتفاق تأهلا من خلالها عام 1400ه لتصبح أندية الممتاز عشرة، وفي العقدين اللذين سبقا هذه الفترة كانت الوحدة ذات حضور باهر وإن اختفت عن البطولات هي والاتحاد حتى عاد الاتحاد عام 1403ه ببطولة الدوري المشترك، وكانت أول بطولة بعد غياب انطلق من خلالها للبطولات ولا يزال. وكانت الوحدة ذات إبداع لافت قادها نجوم أفذاذ كسعيد لبان، ولطفي لبان، ومحمد الفايز (المعلق الرياضي)، وعلي داود (المذيع والمعلق الرياضي سابقا) وخالد جيزاني، وسعود حريري، والحارس علي سروجي، وحامد سبحي، وسعود السميري، والدوش وغيرهم من نجوم الكرة في الثمانينات؛ بالإضافة إلى نجوم كرة أجانب جاؤوا في بداية فتره الاستعانة بالأجانب، ومنهم بكار وشقرون من المغرب. كانت الوحدة مع الاتحاد يمثلان رئة الكرة السعودية في انطلاقتها وأساسا ثابتا في تاريخها؛ في حين رجحت الكفة لصالح الاتحاد وذلك لتوفر الإمكانات المادية التي جعلته يستعين بلاعبين من أندية أخرى على أعلى مستوى منذ عدة عقود من داخل وخارج المملكة وحتى الآن. في حين أن الوحدة كانت ولادة بالنجوم للأندية الأخرى والمنتخبات فأبرز لاعبي الكرة السعودية من نادي الوحدة، والذي لا يستطيع أن يحتفظ بلاعبيه النجوم ناهيك عن الاستعانة بلاعبين كبار من داخل أو خارج المملكة وهذه نقطة تفوق جاءت لصالح الأندية الأخرى. ونادي الوحدة الذي غمرت شلالات الفرح جمهوره بتأهله إلى نهائي كأس ولي العهد الجمهور العريض داخل مكة، وفي أرجاء المملكة حيث يمتلك جمهورا كبيرا جدا توارى بسبب مرور ما يقارب (40 عاما) وهو بعيد عن البطولات، في حين استمر الخلص من الجيل السابق على الأمل باقين حتى وهم يرون نجومه الكبار يتوزعون بين أندية الممتاز لقلة الحيلة وضيق ذات يد. إنه الجمهور الذي انتظر 40 عاما أو تزيد حتى هرم في انتظار هذه اللحظة التاريخية. لقد هرم محبو الوحدة وعاشقو هذا الكيان التاريخي وهم ينتظرون هذه الإطلالة للوصول إلى نهائي كأس ولي العهد، الذي كادوا أن يصلوا له في بطولة كأس الملك عام 1409ه عندما لعبت الوحدة مع التعاون في نصف النهائي في مكةالمكرمة؛ لتخسر بهدف برجس البرجس ويفوز النصر بتلك البطولة. والوحداويون على موعد مع إنجاز تاريخي هم أحوج ما يكونون لتحقيقه كأول بطولة بعد هذه العقود العجاف، ولهم أمل كبير وطموح كبير ولكن مع من. مع نادي الهلال نادي البطولات، فهل يُفرِح الوحداويون جيلهم السابق؟!. *المدير الإقليمي لجريدة «الرياض» بالمنطقة الشرقية