أوضح عضو مجلس هيئة حقوق الانسان والمتحدث الرسمي للهيئة بالمملكة الدكتور ابراهيم الشدي أن العنف الأسري من الموضوعات التي تشغل المعنيين بحقوق الإنسان على مستوى المملكة والعالم خاصة. وبيّن أن الحلقة الأضعف في الأسرة هي الطفل والمرأة، مضيفًا أن مجلس حقوق الانسان قد كلف قبل سنوات بهذا الشأن للبحث والتقصي والوصول إلى طرق عدة تخدم الطفل وتحميه على اعتبار أنها الفئة الكبرى في قضايا العنف الأسري، وأشار الى أن الهيئات والمؤسسات والجمعيات الحكومية والخاصة تسعى إلى تقديم كل ما يعنى بحماية الاطفال وتوفير جميع وسائل الحماية والعلاج . وأضاف أنه لا توجد نسبة تعطي مؤشرات تفيد بأن العمالة (سائق, خادمة) لهما دور في تعرض الأطفال إلى العنف وأن النسبة قليلة جدا بهذا الشأن، وأن الإشكالية هي من أين يأتي هذا العنف وليس من أين اتى لأنه ما يظهر على السطح نسبة قليلة من العمالة في داخل المنزل ونوه إلى أنه يجب أن يعي الأبوان مسئولية ثقافة الخادمة أو السائق لأنهما لا يملكان ثقافة التعامل السليم والجيد مع الأطفال ومعرفة الطرق المثلى للتعامل معهم، وأن الطفل في مراحله الأولى يحتاج إلى رعاية وعناية كبيرة من الأسرة وخاصة من الأبوين، لأن الكثير من الخادمة ليس مهيأة لأن تكون مربية للطفل . وأضاف الشدي: لا نغفل دور وسائل الإعلام في طرح قضايا العنف الأسري والتوعية والتعليم فيها، حيث ان لها دورا كبيرا بعرض المشاكل التي يتعرض لها الأطفال والنساء وطرق علاجها وأيضا الجمعيات والهيئات التي تعنى بحقوق الإنسان، و مؤسسات الدولة حيث أقر نظام حماية الطفل وأصدر من قبل مجلس الشورى ومجلس الوزراء، وأيضا هناك اقتراح من اللجنة الوطنية للطفولة بالتعاون مع هيئة حقوق الانسان برفع مستوى الوعي للجهات العليا لحماية الطفل من سن الرضاعة إلى سن 18 عامًا، وهذا يعطي مفهوما واضحا أن هناك لجانا وجمعيات ومؤسسات حكومية وخاصة تقوم بحماية الطفل والمرأة من قضايا العنف الأسري. المستوى المعيشي ليس عاملاً كبيراً في قضية العنف وإنما العامل الاساسي والكبير هو الاستقرار العائلي، فبعض الأسر مستواها المعيشي رفيع لكن لا تعي كيفية التعامل مع الأطفال أو المرأة وذكر أنه يوجد رقم يسمى خط مساندة الطفل ( 116111 ) وهو خاص لحماية الأطفال أو من يتعرض إلى عنف حيث يمكنه الاتصال وتقديم بلاغ ضد أي تعنيف يواجهه، وهي تجربة في بدايتها وتشمل جميع أنحاء المملكة . وأشار إلى أن وزارة الشؤون الاجتماعية والمستشفيات (الاطباء) والمدرسة ( المرشد الطلابي) لهم دور كبير في قضية التواصل مع الشخص المعنف أسريا، وأنه يجب رفع مستوى الوعى عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي من قبل ائمة المساجد والدعاة والقضاة بين أفراد المجتمع وأن أهم جهة للتوعية هي الأسرة، مشيرًا إلى أن أكثر الفئات العمرية تعرضا للعنف الأسري هم الاطفال دون 6 سنوات وهي مرحلة مهمة جدًا عند الأسرة يجب الاهتمام بها وتدارك الوضع من قبل الأبوين في البيت لذلك. وقال الشدي: توجد أنواع متعددة للعنف الأسري منها الجسدي ( الضرب وإشكاله ) ,والعنف النفسي وتعاني منه شريحة كبيرة ( الكذب والصراخ وعدم الوفاء بالوعود) وأيضا العنف الجنسي وهو أخطر أنواعه. وبين أن المستوى المعيشي ليس عاملاً كبيراً في قضية العنف وإنما العامل الاساسي والكبير هو الاستقرار العائلي، فبعض الأسر مستواها المعيشي رفيع لكن لا تعي كيفية التعامل مع الأطفال أو المرأة، وكذلك هناك بعض الآفات في المجتمع والتي تلعب دوراً كبيراً في اختلال وضع الاسرة ومنها المخدرات، وايضا لا نغفل المستوى التعليمي والذي يساعد أفراد الاسرة ومنهما الأبوان على زيادة القراءة والثقافة بوسائل حماية الاطفال, فهناك أسر فقيرة وتعاملها راق وعلى العكس تماما نجد أسرا غنية قليلة الاهتمام بأبنائها وتحتاج إلى مزيد من الثقافة والتوعية في هذا الجانب. وأخيرا أشار الشدي إلى عدم وجود احصائيات دقيقة توضح نسبة المشاكل التي يتعرض لها أفراد الأسرة ( طفل ، امرأة ), بالرغم من وجود احصائية بوزارة الداخلية تبين أن نسبة الذين يتعرضون للعنف الأسري في منطقة الرياض تبلغ 40 بالمائة وهذه الاحصائية غير دقيقة.