أدلى ملايين الناخبين الايرانيين بأصواتهم في انتخابات الرئاسة الايرانية الجمعة وحثهم علي خامنئي على المشاركة بقوة في الاقتراع لدحض تلميحات أمريكية بان الانتخابات ستكون غير نزيهة. وهناك أكثر من 50 مليون ايراني لهم حق الاقتراع من بينهم 1.6 مليون انضموا الى قوائم الناخبين للمرة الاولى. وهم يختارون خلفا للرئيس محمود أحمدي نجاد من بين ستة مرشحين لا يختلف اي منهم مع حكم رجال الدين المستمر في ايران منذ 34 عاما. محمود نجاد الذي يحظر عليه الدستور الترشح لولاية ثالثة على التوالي. وفي حال لم يحصل اي من المرشحين على 50,1% من الاصوات فان دورة ثانية ستنظم في 21 يونيو الجاري. ومن المتوقع بدء صدور النتائج اعتبارا من اليوم السبت. ومن غير المرجح ان تسفر الانتخابات الرئاسية عن تغييرات جذرية في علاقات ايران المضطربة مع الغرب وجيرانها في دول الخليج العربي لكنها قد تخفف من شدة الخطاب العدائي الذي يفضله أحمدي نجاد. وانتخابات اليوم هي اول انتخابات رئاسية في ايران عضو الاوبك منذ الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2009 المطعون في نتائجها مما أدى الى تفجر احتجاجات في الشوارع استمرت شهورا في الجمهورية الاسلامية. وقالت وسائل الاعلام الرسمية ان مراكز الاقتراع فتحت أبوابها في الموعد المقرر. وتستمر عملية الاقتراع 10 ساعات وان كان يمكن تمديدها عند الحاجة. وتبحث القوى العالمية التي تجري محادثات مع ايران حول برنامجها النووي عن أي مؤشر على ان طهران قد تعيد تقييم موقفها التفاوضي بعد ثماني سنوات من التصلب تحت رئاسة أحمدي نجاد. من جهته، عبر الرئيس الاسبق اكبر هاشمي رفسنجاني الجمعة عن الامل ان تؤدي الانتخابات الرئاسية الى مزيد من "التلاحم" الوطني لمواجهة "المخاطر الداخلية والخارجية". وقال بعد الادلاء بصوته في مسجد جمران في شمال طهران "ينبغي تجنب الخلافات وهي سموم" بحسب وسائل الاعلام المحلية. واضاف "امل ان تسمح نتائج الانتخابات بمزيد من التلاحم الوطني، وهو شرط ضروري لمواجهة المخاطر الداخلية والخارجية وحل المشاكل". وكان رفسنجاني دعا الثلاثاء الى التصويت لحسن روحاني ، رجل الدين المعتدل الذي يتنافس بشكل اساسي مع ثلاثة مرشحين محافظين هم وزير الخارجية السابق علي اكبر ولايتي ورئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف وكبير المفاوضين في الملف النووي سعيد جليلي. ودعا روحاني الذي اقترع في جنوبطهران الى تعبئة الناخبين. وقال "لا تفكروا انكم ان امتنعتم عن الانتخاب فستحلون اي مشكلة. انه مستقبل الامة. من بين المرشحين، اختاروا من يستطيع على الاقل تلبية الحد الادنى من مطالب الشعب". من غير المرجح ان تسفر الانتخابات الرئاسية عن تغييرات جذرية في علاقات ايران المضطربة مع الغرب وجيرانها في دول الخليج العربي لكنها قد تخفف من شدة الخطاب العدائي الذي يفضله أحمدي نجادمن جهته، طلب قاليباف من جميع المرشحين "احترام اصوات الناخبين" مؤكدا انه يريد "اجراء تغييرات مهمة" في حال انتخابه. أما أكبر ولايتي فطلب "من جميع الايرانيين التصويت لان اصواتهم تجديد لدعمهم للجمهورية الاسلامية". وتوقع محمد رضا عارف الذي انسحب لمصلحة روحاني "مشاركة بنسبة 70%" بعد الادلاء بصوته في مسجد ارشاد الذي يعتبر مركزا للاصلاحيين في وسط العاصمة. وقال "اعتقد انه سيتم تنظيم دورة ثانية" بحسب وكالة الانباء مهر. أما رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام احمد جنتي الذي يشرف على الانتخابات، فقال ان الناخبين عند التصويت "يقحمون اصبعا في عيون الاعداء" مؤكدا انه "يراقب انتظام الاستحقاق" بحسب وسائل الاعلام. من جانبه، أكد جليلي ضرورة "احترام الرئيس الذي سيختاره الشعب ومساعدته في مهمته"، كما ذكرت وكالة الانباء الطلابية. وقال حسين وهو ناخب في طهران عمره 27 عاما انه سيعطي صوته لجليلي مستشار الامن القومي لخامنئي وكان من أفراد الحرس الثوري وفقد احدى ساقيه في الحرب العراقية الايرانية بين عامي 1980 و1988 ،وأضاف "هو الوحيد الذي أثق انه يحترم مبادئ الثورة. وهو يشعر بحاجة المحتاجين." وفي زوريخ قال مغترب ايراني قدم نفسه باسم مانوشهر انه سيعطي صوته للمرشح الاكثر ميلا للاصلاح وهو رجل الدين المعتدل حسن روحاني لان الامتناع عن التصويت لن يحقق شيئا. وكان مجلس صيانة الدستور الذي يجيز من له حق الترشح قد منع عددا من المرشحين من ابرزهم الرئيس الايراني الاسبق أكبر هاشمي رفسنجاني وهو من الجيل المؤسس للجمهورية الاسلامية ومن المتعاطفين مع الاصلاح الى جانب حليف أحمدي نجاد المقرب اسفنديار رحيم مشائي. وأثار تقليص عدد المرشحين مخاوف من اقبال ضعيف للناخبين. وتشعر دول خليجية عربية بالقلق من نفوذ ايران الشيعية في العراق ومساندتها للرئيس السوري بشار الأسد وحليفه في الحرب الاهلية حزب الله اللبناني.