تحبس مصر أنفاسها، مع بدء العد التنازلي لاقتراب يوم 30 يونيو الجاري موعد التظاهرات الاحتجاجية التي حددتها حملة «تمرد» المعارضة لاستمرار الرئيس محمد مرسي في الحكم، خاصة وأن هذا اليوم يمثل الذكرى السنوية الأولى لتوليه مقاليد البلاد عقب انتخابات رئاسية هي الأولى بعد تخلي الرئيس السابق حسني مبارك عن السلطة. وبينما يسود الغموض مستقبل البلاد، في ظل تصعيد متبادل بين جماعة الإخوان، وأتباعها من جهة، وجموع عريضة من التيارات المعارضة والمتزايدة، تتزايد المخاوف من الصدام المسلح، بعد زيادة حدة الانفعال السائدة، مع تحذير المعارضة لقوى الإسلام السياسي من بوادر عنف تجر البلاد لحرب أهلية. بروفة عنف قوى المعارضة الوطنية، اعتبرت ما حدث أمام وزارة الثقافة الثلاثاء، من هجوم لأنصار الإخوان على المعتصمين بالوزارة احتجاجاً على سياسات الوزير علاء عبد العزيز، بأنه «بروفة» لما قد يحدث، مؤكدين مسؤولية الجماعة عن أي عنف ودم، بينما بالمقابل، يبدو أن الإخوان ومناصريهم بدأوا في فقدان أعصابهم، تحسبا لما قد يحدث، وانعكس ذلك على تصريحات لبعض منسوبيهم من استعدادهم «للشهادة من أجل الشرعية» حسب قولهم، إضافة لارتفاع وتيرة الحشد لمليونيات لإظهار العضلات، تعتبرها المعارضة شعوراً بالهزة، قبل أن تكون معياراً للقوة. وفيما دعت جبهة الإنقاذ الوطني أكبر تجمع للمعارضة المصرية وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، بعدم التعرض للمتظاهرين، وقالت إنه يعلم أن مسؤولية الوزارة هذه المرة لا تقتصر على ذلك فقط بل تشمل حمايتهم، دون الاعتداء عليهم، وكشفت مصادر بتيار الإسلام السياسي، عن عزمها تنظيم مليونية حاشدة يوم 21 يونيو الجاري، لتأييد الرئيس مرسي، والاحتفال بمرور عام كامل على فترة ولايته الرئاسية. مشيرة إلى أنها «ربما تكون فى ميدان التحرير أو أمام مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر»، وقد نددت تيارات المعارضة بذلك، معتبرة هذا الإعلان تلويحاً بالصدام والحرب. إبعاد الرئيس جاء ذلك، في وقت تناثرت فيه أنباء، من أن مؤسسة الرئاسة تبحث حاليا إبعاد الرئيس عن قصر الاتحادية يوم 30 يونيو وسربت معلومات، لم يتم التأكد منها، أن الرئاسة تدرس تواجد مرسى في هذا اليوم وسط أبناء الجيش حيث يواكب يوم 30 يونيو الذكرى 44 لعيد الدفاع الجوي وهو سبب منطقي لتواجد مرسي وسط رجال الجيش بحجة المشاركة في مراسم الاحتفالات بعيد الدفاع الجوي. ووفق صحيفة «المشهد» فقد قام عدد من مستشاري الرئيس بالفعل بمحاولة التواصل مع الوزارة للتنسيق فيما بينهما إلا أن الوزارة حتى الآن لم تحدد ما إذا كانت ستقيم احتفالية هذا العام أم لا بسبب التوترات التي تشهدها الساحة السياسية خلال الفترة الحالية والمتوقع استمرارها في الفترة المقبلة مع انطلاق المظاهرات. أشار المستشار المقال من قبل الرئيس المصري، إلي أن حزبه متخوف على مصر من المظاهرات المعارضة والمؤيدة لنظام الإخوان في 30 يونيو الجاري، مؤكدا أن الحزب لن يشارك بأي مظاهرات لأن البلاد تحتاج للحوار ولم الشمل حتى لا تسقط الدولة سياسيًا واقتصاديًا. مبادرة وعزوف من جهته، كشف الدكتور خالد علم الدين المستشار السابق للرئيس والقيادي بحزب النور «السلفي»، أن الحزب يسعى لإجراء اتصالات بجميع الأطراف المشاركة في العملية السياسية من أجل إنهاء الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد منذ صعود جماعة الإخوان للحكم. وقال علم الدين في تصريحات خاصة ل»اليوم»، إن حزب النور يجري اتصالات مع مؤسسة الرئاسة لضمان نزاهة الانتخابات البرلمانية وتعديل الحكومة الحالية لإرضاء جميع القوي السياسية، مشيرا إلي أن هذه الاتصالات تعد استكمالا لمبادرة الحزب التي أطلقها منذ شهور لحل الأزمة السياسية والنهوض بالاقتصاد المصري. وأشار المستشار المقال من قبل الرئيس المصري، إلي أن حزبه متخوف علي مصر من المظاهرات المعارضة والمؤيدة لنظام الإخوان في 30 يونيو الجاري، مؤكدا أن الحزب لن يشارك بأي مظاهرات لأن البلاد تحتاج للحوار ولم الشمل حتي لا تسقط الدولة سياسيا واقتصاديا. «تمرد» بالتحرير على صعيد آخر، أعلنت حملة «تمرد»، نقل مقرها الرئيس، الذي تعرض لمحاولة إحراقه فجر الجمعة الماضي، من شارع معروف بوسط القاهرة إلى شارع بجوار ميدان التحرير. وأشارت «تمرد»، على صفحتها في «فيس بوك» أمس الأربعاء، إلى أن مقار أحزاب الوفد، والتيار الشعبي، والدستور، والمصريين الأحرار، والمصري الديمقراطي، والجمعية الوطنية للتغيير، والتجمع، والكرامة، والجبهة الحرة للتغيير السلمي» في جميع المناطق هي مقار تسليم واستلام استمارات تمرد. من جهتها، أعلنت المستشارة تهاني الجبالي، نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا السابق، تأجيل انعقاد الدائرة المستديرة التي تضم مجموعة من فقهاء القانون والدستور، كانت مقررة أول أمس، لمناقشة آليات تفعيل توقيعات حملة «تمرد»، إلى الثلاثاء المقبل.