الدولة أعزها الله وسدد خطاها لم تقصّر إذ فتحت طريقاً دولياً كلفها من الملايين في نزع الملكية والإسفلت والإنارة ما يوازي ميزانية دولة نامية... هذا الطريق المعجزة يصل ما بين الهفوف والعقير العريق مروراً ببلدات ريفية وفرحنا به . فرحنا به فرحاً ظهر أثره حتى على سلوك وأخلاق أبناء هذه البلدان فوزعوا الحلوى .. حلوى التمر والرطب ابتهاجاً وسروراً وما انتهى الشهر الأول من افتتاحه حتى اكتظت الجفر والفضول والطرف والمركز والرميلة ووو.. أقول حتى اكتظت هذه القرى والبلدات الهادئة والوداعة في الواحة بالمآتم ومجالس العزاء وامتلأت الصدور بالغصات والعيون بالدموع لما يحدث في هذه الطريق الذي من ظاهره الرحمة وباطنه العذاب والقتل والموت المفاجئ . من حوادث الجمال والرمال وخراب الإسفلت لعدم جودته . وعدم وجود سيارات إسعاف في الطريق ولا حتى أبراج للجوال .وآخر هذه مشاريع الدولة حفظها الله تحتاج وبإلحاح إلى إخلاص المنفذ وأن يكون كفؤاً لحمل أمانة التنفيذ هذا من الداخل أما من الخارج فيحتاج إلى مراقبين لا تأخذهم في الله لومة لائم . المآسي ماحدث قبل عدة أيام إذ خرج الطلبة المراهقون من صالة الامتحان لتكون نتيجتهم حادثاً أزهق أرواحهم لضيق الشارع وعدم توافر وسائل السلامة وعدم وجود حاجز بين الطريقين الذاهب والقادم ، ناهيك عن ضيق وصغر الدوارات وقلة أو عدم وجود لوحات إرشادية فالطريق من الهفوف إلى العقير أو إلى الجفر يحتاج توسعة لازدحامه ويحتاج في بعض أجزائه إلى إعادة سفلتة .. ويحتاج إلى سرعة تشغيل الإضاءة .. وإزالة هذه الأوثان من النخيل المتهالكة أو الهالكة والنظر إلى الصرف الخطر نظرة فيها شيء من الرحمة والاهتمام . لست أدري من أخاطب في مقالي هذا ولكن أقول : إلى من يُهمُّه الأمر - أمر القرى الشرقية من الهفوف - إن كان من سكانها أو ممن يقبع في برج عاجي في المدينة الفاضلة (الهفوف) من المسئولين الأعزاء أقول : ( بعد الصلاة على الرسول الدنيا تبي الآخرة تبي .. ) وقال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم مامعناه: الدين النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين (وعامتهم) أو كما قال . لذا فإن المشاريع العامة أي مشاريع الدولة حفظها الله تحتاج وبإلحاح إلى إخلاص المنفذ وأن يكون كفؤاً لحمل أمانة التنفيذ هذا من الداخل أما من الخارج فيحتاج إلى مراقبين لا تأخذهم في الله لومة لائم . وأخيراً أقول : لكل من ولي للمسلمين أمراً : اتقوا الله يبارك لكم الله في المال والصحة والولد واحذروا أن يأخذكم على حين غِرَّة إن أخذه أليم شديد.