فيما يعاني حي الراشدية بالطرف، من نقص خدمات بلدية عدة، ليس أولها مياه الصرف الصحي، وليس آخرها سوء حال السفلتة، يشعر أهاليه بمرارة، تعكر صفو حياتهم صباح مساء، مبعثها أن مطالبهم على طاولة المسؤولين قبل 30 عاماً كاملة، لم تنل خلالها أي اهتمامات تُذكر، يثبت لهم أنهم وحيهم في محيط اهتمام الوزارات المعنية. الأهالي أكدوا أنهم صبروا بما فيه الكفاية، وأن الوقت حان كي تلبى مطالبهم، محذرين أن إضاعة الوقت، قد يهدد ساكني الحي بالأمراض الكثيرة. الظلام الدامس ويحذر سالم المشرف من خطر أعمدة الكهرباء وخطورتها، ويقول: «أسكن في منزل مقابل لأحد أعمدة الإنارة، منذ سنتين، وهو يمثل أحد المشاهد الخطرة، التي يقع بسببها الكثير من الحوادث خصوصاً في فترة المساء والظلام الدامس، لعدم توفر إضاءة»، مضيفاً «أطالب شركة الكهرباء بالتعاون مع الجهات المعنية الأخرى، بإزاحة هذا العائق من الطريق عن المارة»، متسائلاً «من الأساس كيف تتم سفلتة الطريق ويوضع العمود منتصفه، فكل شركة، تفعل كل ما يحلو لها، بحجة إنهاء العمل بحسب العقد المبرم، ولا تفكر في المصلحة العامة، بعد أن تغلب المصلحة الخاصة»، ضارباً مثالاً على ذلك ب»مشاريع البنية التحتية، في الطرق، التي تكتمل، وبعد قرابة شهر أو أقل، تأتي شركة الهاتف مثلاً، وتدلو بدلوها في الطرق نفسها، من حيث الحفر وترقيع الأسفلت، وبعد شهر آخر، تأتي شركة الكهرباء أو الصرف الصحي، وتدلو بدلوها، من التخريب والترقيع بحجة الإصلاح والصيانة، ولا تنسى كل شركة أن تضع عبارة «نأسف على إزعاجكم»، وكأنها فعلت ما يجب عليها»، موضحاً «نحن لا نمانع من الإزعاج الوقتي، ولكن لا نريد أن يمتد هذا الإزعاج إلى سنوات وسنوات، ويتضرر المواطنون». مركز صحي ويقول جاسم العزيب: «نعاني منذ ما يقارب ال30 عاماً، من عدم توفر الخدمات البلدية بشكلٍ كافٍ، فنحن نحتاج حالياً إلى شبكة صرف صحي مركزية في أقرب وقت ممكن، كما أن شبكات الماء ضعيفة جداً في المنازل، ونطالب بسفلتة الحي الذي يعاني الكثير من المشكلات، بسبب طفو شبكة الصرف الصحي الخاصة بالمنزل»، موضحاً «سئمنا من طلبات الشكاوى من غير جدوى، والكل يعلم بالفترة الطويلة التي مضت ومعاناة الحي، ويكفي القول إن إحدى الطرق أغلقت، فأصبحنا نسلك المسارات البديلة لفترة طويلة، والآن نحن نشهد زحاماً كبيراً، ونريد أن نقضي على هذه المعاناة، ونطالب بصيانة الإنارة تحديداً، لأنها مهمة للغاية، لكشف ما يقع في الحي، من سرقات تحدث في آخر الليل، إضافة إلى الاهتمام بجانب النظافة، إذ أن عمال البلدية، لم يقوموا بواجبهم منذ ما يقارب ثمانية أشهر، مما أدى إلى تجمع النفايات في الطرق وتجمع مياه الصرف الصحي». جودة الأسفلت وذكر علي العتيبي أنه مع الأسف «أصبح الحي مأوى، تتكدس فيه الأوبئة الناتجة من الحشرات الضارة، جراء تجمع مياه الصرف الصحي، التي غطت على الأسفلت»، مؤكداً «نحن نعاني من هذه المشكلة منذ سنوات طوال، ونعلم أن سبب تلف الأسفلت، هو تجمع مياه الصرف الصحي، ومن الضروري الآن، أن تتم معالجة مشكلة المياه، بعمل قنوات صرف صحي مركزي من قبل هيئة الري والصرف، لنضمن المحافظة على جودة الأسفلت»، مشيراً إلى أن «سيارتي تضررت من هذه المشكلات، وأصبحت زبوناً دائماً لدى ورش الصيانة، وكل هذا من تلف بعض القطع، مثل الجلد ونحوها، التي تتضرر إثر الحفر الموزعة في الطرقات عندنا في الحي، وآمل من الجهات المعنية سرعة العمل على تعديل وضع الحي». شفط المياه ويطالب محمد المشرف الأمانة بضرورة «معالجة الوضع الحاصل بحي الراشدية، وإنقاذه من تكاثر الأمراض والأوبئة، جراء عدم شفط مياه البيارات، التي أهلكت وأصابت أبناء الحي بالجراثيم»، مؤكداً «الأطفال والنساء لا يستطيعون السير على أقدامهم، والسيارات تحولت لسكراب أمام المنازل، التي حاصرتها مياه الصرف الصحي، وأطفال كُثر دخلوا المستشفيات، بسبب الجراثيم وضيق الصدر بسبب إصابة الجهاز التنفسي»، متسائلاً «هل تعلمون أن سيارات شفط (البيارات) لا تحضر للحي، من أجل شفط المياه من المستنقعات التي تحاصرنا، والمشي في الشوارع أصبح شيئاً صعبا جداً، ووصل الأمر إلى أن المياه الآسنة النجسة، تحاصر المساجد، وتترصد المصلين أثناء دخولهم وخروجهم من بيوت الله الطاهرة، يضاف إلى ذلك ترك فتحات البيارات مكشوفة، بعد الانتهاء من عملية الشفط، وقد حدثت كارثة عندما سقط طفل فيها، وتوفي بسبب الاختناق لساعات طويلة». جماعة المسجد ويضيف إمام المسجد «كثير من المصلين وجيران المسجد انتقلوا للصلاة في مساجد أخرى، تجنباً للمياه التي تحاصر المسجد، ونحن كجماعة للمسجد، نطالب بضرورة تضافر الجهود، من أجل شفط البيارات أولا بأول، ورش الحي بالمبيدات لمكافحة الأمراض التي تسببها طفح مياه البيارات، وعلى البلدية الحرص على ذلك لمصلحة الأهالي الذين يقطنون هذا الحي أكثر من 30 عاماً». الأمانة: نخطط لسفلتة الحي.. و»المياه»: نسبة الإنجاز 60بالمائة أكدت أمانة محافظة الأحساء أن «بلدية الجفر وبصفة مستمرة، تقوم بمتابعة أعمال الصيانة والبرنامج الدوري لشفط مياه الصرف الصحي (البيارات)، من قبل المقاول المختص بذلك», مؤكدة «في حال وجود أي قصور في هذا الجانب، يتم إشعار المقاول بذلك، وتطبيق بنود العقد بحقه، حيث يتم الحسم من مستحقاته طبقاً للماده رقم 9/3/1 من الغرامات المحددة بنسبة مئوية من التكلفة اليومية للبند». وذكرت الأمانة أن حي الراشدية في الطرف يتكون من مخططات عدة، تمت سفلتتها مسبقاً، وتم تركيب أعمدة الإنارة لمعظم أجزاء تلك المخططات»، مشيرة إلى أن الأعمال جارية حالياً لتركيب أعمدة الإنارة في الأجزاء المتبقية, كما أن البلدية ستنفذ مشروع إعادة سفلتة شوارع الحي، بعد استكمال الأعمال المتعلقة بتمديدات شبكات الصرف الصحي للحي». فيما صرح مدير فرع المياه بالمحافظة المهندس عبد الله الدولة، أن «مشروع المياه يشمل محطتي ضخ بالطرف والجشة، بالإضافة إلى شبكات كاملة من الجشة والراشدية واستكمالات شبكة في المركز والعمران والرميلة بقيمة إجمالية (85.262.860.32) ريالاً، وتبقى فقط التوصيلات المنزلية في الطرف، وسيتم الانتهاء منها في أواخر شوال المقبل»، مؤكداً أن نسبة الإنجاز في محطات الضخ بالطرف والجشة وصلت إلى 90بالمائة، وسوف يتم الانتهاء من جميع الأعمال بنهاية مدة العقد في 03/04/1433ه، لذا لا يعتبر المشروع متعثراً لأنه داخل المدة الزمنية».