تأتي أهمية الحديث عن العلاقة بين المواطن والمسؤول انطلاقاً من انعكاسات هذه العلاقة وآثارها على الحياة اليومية وتأثيرها في مجرى الأحداث على الفرد والمجتمع، لأن الأصل في الغاية من هذه العلاقة هو توفير قنوات تمكن المسؤول من سماع أصوات المواطنين وتوفر لديه المعلومات والمؤشرات التي ينبغي أن تؤخذ في الحسبان، ليس في اتخاذ القرارات التي تسير الأمور الآنية فقط، بل في وضع الخطط بعيدة المدى لتحسين الحياة المجتمعية بكافة جوانبها المعيشية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية بل والأمنية أيضاً. وعندما تلتقي إرادة المواطن والمسؤول على تحقيق ذلك من خلال إدراك كل منهما لأهمية الدور الذي يؤديه كل طرف؛ فإن النتائج تكون أكبر وأجدى. ولعل ما لاحظته من خلال اهتمامي ومتابعتي من حرص محافظ القطيف الأستاذ/ خالد عبدالعزيز الصفيان، وبتوجيه ومتابعة من مقام صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية، وإدراكه لهذا الأمر خير مثال على مثل هذه الحال. وقد ساعده في ذلك إلى جانب ما يملكه من فكر ووعي وثقافة وصفات شخصية؛ معرفته بمجتمع المحافظة التي سبق أن عمل فيها مدة طويلة نائباً للمحافظ ومديراً لمستشفى القطيف المركزي. فقد نشّط عمل العديد من المجالس واللجان القائمة، وفتح مزيداً من قنوات الاتصال، ووظّف علاقاته الشخصية ومسؤولياته الرسمية وموقعه الإداري من أجل القيام بمسؤولياته وواجباته خير قيام؛ لذلك لا يُستغربُ حرصه على مد جسور التواصل مع كافة فئات المجتمع من خلال المجلس المحلي بالمحافظة الذي تتمثل فيه الجهات الخدمية بالمسؤول الأول في كل منها، أو من خلال زياراته لأهالي البلدات والأعيان ورجال الأعمال والمشايخ والعلماء. ومن جهة أخرى فقد لقي تجاوباً مشكوراً من عديد من شخصيات المجتمع وفعالياته ومن طلاب العلم ورجال الأعمال والشباب وغيرهم. ومن أبرز الفعاليات التي تقيمها المحافظة في هذا الوقت، والتي لاقت استحسان شريحة عريضة من المواطنين، عقد لقاء دوري( بين المواطن والمسؤول)، ويتم في كل مرة يعقد فيها هذا اللقاء، تناول أحد المجالات الخدمية واحتياجات المواطنين منها، ويتم ذلك بوجود قيادات المؤسسة المعنية بهذا المجال، إضافةً إلى دعوة المواطنين والمستفيدين من الخدمة، والمختصين منهم أيضاً في نفس المجال، بحيث يعرض القائمون على المؤسسة ما يجري تنفيذه من المشاريع والمستقبلية منها، ومن جهة أخرى يفتح باب الحوار والمناقشة بمشاركة المواطنين للوقوف على همومهم وملاحظاتهم وشكواهم واحتياجاتهم بكل شفافية ووضوح، ليقف الجميع على جودة هذه الخدمة المقدمة، ويتعرفوا سوياً على المعوقات والصعوبات وأسبابهما، وتدوين الملاحظات والشكاوى تمهيداً لدراستها ومن ثم إيجاد الحلول المناسبة لها. لا شك أن هذا اللقاء وأمثاله والتي تجمع المواطن والمسؤول جنباً إلى جنب، تمثل فرصة حقيقية يقف من خلالها المسؤول على احتياجات الناس وهمومهم من جانب، وفي الوقت نفسه تستفيد المؤسسة من بعض المقترحات والأفكار التي قد يبادر بها المواطنون لتطوير الأداء، ولكن يبقى الأهم أن يجد كل ما يطرح في هذه اللقاءات مزيداً من العناية والاهتمام من جانب قيادات المؤسسة، ويحظى بالمتابعة الإدارية الدقيقة بما يضمن - بعون الله- تحقيق أفضل النتائج... وعلى كل حال فإن الحرص الذي نلمسه من طرفي المعادلة يبعث على الأمل الذي يجمع المواطن والمسؤول. [email protected]