الإجازة والفراغ قضيَّة كبرى ومشكلة يجب ألا يُستهان بها، وألا يُغفل عنها حتى لا ينضم أبناؤنا لحزب السائرين بدون هدف في العطلة الصيفية .... وبما أننا مسئولون عنهم ؛ فالسؤال .. ماذا فكرنا وخططنا للقضاء على هذا الكابوس خاصة وأن الشباب طاقة وحيوية تحتاج لقنوات تصريف ؛ فأين هي تلك القنوات ؟؟ عسى أن نكون قد خططنا ووضعنا البرامج الهادفة لاستثمار الإجازة بالطرق المثلى التي يستفيد منها الأبناء ذكوراً وإناثاً ؛ أطفالاً ومراهقين وشباباً ، وعسانا نكون بالفعل قد وضعنا حداً للعشوائية وتلافينا سلبيات الأعوام السابقة لأننا «مسئولون» . «كُلُّكُم راعٍ ، وكُلُّكُم مَسئولٌ عن رعيَّتِه» لابد من ملء الفراغ بالنافع «الإناء، إذا لم نملأه شرابا فإنه سيملأ هواء». العطلة الصيفية ليست حقاً من حقوق الشباب يتمتعون بها دون انضباط وبالطريقة التي تعجبهم ؛ والكارثة لو ُترك لهم الحبل على الغارب !! خروج مع الأصدقاء ومع اختلاف سلوكياتهم وتوجهاتهم ؛ والطالح بالطبع يفسد الصالح أضف إلى ذلك إخلالهم بالناموس الكوني .. - يقلبون الليل نهاراً والنهار ليلاً -. ولأن الشباب والفراغ معادلة معقدة فعدم التفكير والتخطيط لاستثمار وقت فراغهم قد يحول الإجازة من مبعث راحة وتجديد نشاط إلى عكسه ؛ ومن فرصة لتنمية للذات وبنائها إلى أرضية شوك ومفاسد في المجتمع . لابد من ملء الفراغ بالنافع «الإناء، إذا لم نملأه شرابا فإنه سيملأ هواء». الشباب طاقة حيوية قوية متحركة تحتاج إلى مجالات نافعة لتفريغ شحناتها لتتنفس والواجب توجيه هذه الطاقة وتوفير المجالات النافعة لها ؛ الشباب والفراغ معادلة معقدة ، والحرية المطلقة مفسدة مطلقة ، فإذا لم ينشغلوا بالخير فإنهم بالطبع سينشغلون بالشر. خاصة وأن جميع التقارير في العالم تؤكد أن الجريمة تنشط في الغالب في المساحة الواسعة من الفراغ ؛ وتبدأ بجلوس الشباب على المقاهي لساعات متأخرة من الليل ، والتسكع في الشوارع والطرقات غارقين في حالة اللامبالاة واللاجدية التي تنمي فيهم العادات السلبية السيئة وقد تدفع بفاقدي التوازن النفسي منهم للجريمة «والشيطان يجد عملاً للأيدي العاطلة» ناهيك عن حوادث الطيش المروري بسبب السرعة الجنونية والعبث والتفحيط ومختلف الانحرافات التي تتزايد في العطلة الصيفية عنها في بقية أشهر السنة ، كلنا يعرف أن جيل الشباب هو ثروة الوطن ، والأسرة أساس البناء والتنشئة الإيجابية الدافعة للبناء والتطور . ولا ننسى عملية التسامي لأبنائنا وهذه مسئوليتنا كأسر دورها إيجابي ومسئول ومحاسب أمام الله وأمام الوطن ، علماً بأن كثيراً من الأسر في مجتمعنا تعرف مسئوليتها كاملة وتقوم بواجباتها ؛ إلاّ أن الأمر لا يخلو . الأمل فيهم وفي غيرهم كبير؛ وفي الجهات المعنية بسد فراغ الشباب في العطل أكبر حتى لا ينضم أبناؤنا لحزب السائرين بدون هدف لا قدر الله . [email protected]