العطلة الصيفية راحة واستجمام وكسر لروتين العام الدراسي إلاّ أنها في نفس الوقت إرهاق عصبي ومعاناة للآباء والأمهات الذين لم يبرمجوا هذه الفترة ، ولم يخططوا لها من قبل ،مما يجعلهم يقعون فريسة لعبث الفراغ وسلبياته ، التخطيط لهذه الفترة مهم جداً ،والأهم منه تحديد الأهداف و تحديد الوسائل لتحقيق تلك الأهداف، وكيفية قياس تأثير ونتائج نجاح تلك الأهداف على أن تكون البرامج مرنة ولا تأخذ طابع النظام الدراسي وقوانينه ، مشوقة لا تدع مجالاً للملل. اليوم أتكلم عن استثمار فراغ الفتيات ،وقد سبقهن الذكور في مقال سابق .. كيف نستطيع أن نحمي بناتنا عن الإخلال بالنظام والناموس الكوني ، قلب الليل نهاراً والنهار ليلاً ، وكيف نتمكن من استغلال العطلة الصيفية في الاستثمار النافع ، وكيف نصرفهن عن قضاء الليل أمام شاشات التلفزة و الفضائيات التي تعرض الهابط من البرامج، ونبعدهن عن الصراع الدائر حولهن والمستهدف لأفكارهن من قبل تلك القنوات؟ بالطبع نستطيع ولكن بأساليب تربوية ناجحة ، استغلال هذه الفترة ويجعل الإجازة متعة وراحة وفائدة كإلحاقهن في دورات للتطوير الذاتي والفكري والعلمي وفي الأنشطة الدينية والثقافية والفنية ،و كذلك في ترغيبهن في حب القراءة خاصة كتب علم النفس ، والكتب التي تهتم بمراحل النمو ،وأهمها مرحلة المراهقة لترى كل منهن موقعها الجغرافي في عالم المراهقة لا تفرض قيوداً ولا حرماناً من مشاهدة التلفاز ولا تنزل أقصى العقوبات لغير المطيعات ،كما تفعل بعض الأمهات ، أما وسائل العبث الأخرى فهناك الكثير منها كالحديث في الهاتف الذي يستغرق ساعات والمتحدث مجهول ؟؟ على الأقل بالنسبة لنا ، وغرف المحادثة عبر الإنترنت التي تبدأ بريئة ثم تتعمق إلى الأسوأ ، استخدام العنف في هذه الحالة لا يزيدهن إلا عناداً وإصراراً ،والمشكلة بالغة التعقيد وستظل قائمة ما لم نتخذ الحكمة ونبحث عن البدائل ، لو فعلنا ذلك نكون قد قطعنا شوطاً كبيراً وأوجدنا حلولاً مثلى كافية لاستغلال هذا الفراغ الطويل . نحن الآن في بداية العطلة الصيفية الطويلة وأمامنا فرص كثيرة على المستوى النفسي والزمني والاجتماعي، يجب أن نحاول من خلالها بإذن الله أن نجعل فلذات أكبادنا ذكوراً وإناثاً يستثمرون إنضاج خبراتهم، ويبلورون كفاءاتهم، ويكتسبون المهارات الجديدة، مع إشباع حاجتهم الترفيهية النفسية والاجتماعية ، هذه هي الفرصة لتعبئة النواقص ، وسد الثغرات ، فرص لا تتوفر أيام الدراسة ، هناك الكثير من الفراغات التي يجب أن تعبأ، منها تقوية صداقة الوالدين لأبنائهم خاصة في هذه الفترة، وصداقة الأم لابنتها من أوجب الواجبات واحتوائها في كل الأحوال ،كما أن وجودها معها مدة أطول يقلل من سوء استغلال هذه الفترة ويجعل الإجازة متعة وراحة وفائدة كإلحاقهن في دورات للتطوير الذاتي والفكري والعلمي وفي الأنشطة الدينية والثقافية والفنية، و كذلك في ترغيبهن في حب القراءة خاصة كتب علم النفس ، والكتب التي تهتم بمراحل النمو وأهمها مرحلة المراهقة لترى كل منهن موقعها الجغرافي في عالم المراهقة وتحكم وتحاسب نفسها على الشاذ من التصرفات ، بدلاً من الخروج من دائرة الزمن بنوم يلتهم النهار بأكمله حتى أوقات الصلاة ،وليل تلتهم ساعاته تنوّع الروافد الثقافية الدخيلة ، وملوثات الأخلاق التي تُبث من الفضائيات الهابطة . وعلينا ألا ننسى في هذه الفترة إعداد الفتاة للمسئولية الأولى التي هي من صميم فطرتها أمٌ كاملة بمعنى الكلمة ،تهز المهد بيمينها والعالم بيسارها ، وزوجة مثالية تنشر الدفء وتنثر السعادة في بيتها الحالم السعيد . عطلة سعيدة موفقة أتمناها للجميع وكل عام وأنتم بخير . Aneesa_makki@ hotmail.com