عسى أن نكون قد خططنا ووضعنا البرامج الهادفة لاستثمار الإجازة بالطرق المثلى التي يستفيد منها أبناؤنا ، وعسانا نكون بالفعل قد وضعنا حداً للعشوائية . وأيضاً قد استطعنا تلافي الكم الهائل من سلبيات الأعوام السابقة وأهمها اعتبار العطلة الصيفية حقا من حقوق الشباب يتمتعون فيها بالطريقة التي تعجبهم، نترك لهم الحبل على الغارب ، خروج مع الأصدقاء ومع اختلاف سلوكياتهم وتوجهاتهم والطالح بالطبع يفسد الصالح و مع الإخلال بالنواميس الكونية (انقلاب الليل نهاراً والنهار ليلاً) ، البرامج الصيفية والدورات المفيدة والأنشطة متوفرة تكفي وتغطي مع شكرنا لكل من ساهم في اعدادها وللقائمين عليها ، بالإضافة إلى توظيف الشباب في الشركات الذي أوصت به الدولة مشكورة ، إذن ليست هناك مشكلة ، وإن وجدت فهي في ضعف توجيه الأسر وعدم التخطيط المسبق للاستثمار الأمثل للوقت الذي هو الصلة بالحياة والبناء الاجتماعي الشباب طاقة حيوية قوية متحركة تحتاج إلى مجالات نافعة لتفريغ شحناتها لتتنفس ، والواجب علينا كأولياء أمور توجيه هذه الطاقة وتوفير المجالات النافعة لها لتتفجر بالخير لنفسها وللوطن .. واجتماع الشباب والفراغ يشكل معادلة معقدة تحتاج لعلم وبحث ودراسة وفن أيضاً لحل رموزها ووضع حلول فورية مرنة و ناجحة لها دون إفراط أو تفريط ، وما لا يدرك كله لا يترك كله ، والحرية المطلقة مفسدة مطلقة ، خاصة وأن جميع التقارير في العالم تؤكد أن الجريمة تنشط في الغالب في المساحة الواسعة من الفراغ وتبدأ بجلوس الشباب على المقاهي لساعات متأخرة من الليل ، والتسكع في الشوارع والطرقات غارقين في حالة اللامبالاة واللاجدية التي تنمي فيهم العادات السلبية السيئة وقد تدفع بفاقدي التوازن النفسي منهم للجريمة والشيطان كما يقال يجد عملاً للأيدي العاطلة ، ناهيك عن حوادث الطيش المروري بسبب السرعة الجنونية والعبث والتفحيط ومختلف الانحرافات التي تتزايد في العطلة الصيفية عنها في بقية أشهر السنة ، علماً بأن البرامج الصيفية والدورات المفيدة والأنشطة متوفرة تكفي وتغطي مع شكرنا لكل من ساهم في اعدادها وللقائمين عليها ، بالإضافة إلى توظيف الشباب في الشركات الذي أوصت به الدولة مشكورة ، إذن ليست هناك مشكلة ، وإن وجدت فهي في ضعف توجيه الأسر وعدم التخطيط المسبق للاستثمار الأمثل للوقت الذي هو الصلة بالحياة والبناء الاجتماعي واستثماره يكون باستغلال جميع الجوانب الإيجابية العقلية والروحية والاجتماعية والجسدية بالإضافة للمتعة وتحقيق أقصى درجات الاستمتاع والفائدة ، جيل الشباب هو ثروة الوطن ، العقل المبدع الذي يسهم في البناء وفي دفع عجلة التطور ، والأسرة أساس البناء والتنشئة الإيجابية الدافعة للبناء والتطور ، ولا ننسى عملية التسامي لأبنائنا وهذه مسئوليتنا كأسر دورها إيجابي بناء ومسئول ومحاسب أمام الله وأمام الوطن ، علماً بأن أكثر الأسر في مجتمعنا تعرف مسئوليتها وتقوم بواجباتها إلاّ أن الأمر لا يخلو ، أملي أن يستمتع ويستفيد الجميع في عطلة هذا العام وفي الأعوام المقبلة. [email protected]