غطت المياه مساحات من الاراضي بعد ان اجتاحت الفيضانات وسط اوروبا واتجهت نحو المانيا حيث أجبرت أكثر من عشرة آلاف شخص على مغادرة ديارهم أمس الثلاثاء. وغمرت المياه مناطق تقع الى الجنوب والشمال من العاصمة التشيكية من بينها حديقة الحيوان بالمدينة ومضمار سباق الخيل في أسوأ فيضانات منذ عشر سنوات والتي جاءت بعد أيام من الامطار الغزيرة. لكن الحواجز المعدنية التي اقيمت على ضفتي نهر فلتافا وفرت حماية لوسط المدينة التاريخي. أقام متطوعون حواجز من أكياس الرمل لحماية المنطقة التاريخية في وسط العاصمة براج من الغرق في مياه الفيضان بعد مقتل ما لا يقل عن ثمانية اشخاص وإغلاق مصانع وجلاء الآلاف السكان عن ديارهم. الجدير بالذكر أن براغ تم إدراجها من قبل منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) ضمن مواقع التراث العالمي. وتحتوي على العديد من المناطق الأثرية التي من الممكن أن تتأثر بشكل كبير جراء الفياضانات. واغلق جسر تشارلز وهو مكان مفضل للسائحين يعود إلى القرن الرابع عشر. وطفت جذوع اشجار في المياه التي عكرها الطمي. وغمرت المياه مسارًا على جانب النهر -دون مستوى الشارع- يرتاده في العادة راكبو الدراجات ورواد المقاهي. وقالت سائحة بريطانية تدعى اليسون تادمان جاءت إلى براج مع زوجها ادريان للاحتفال بعيد ميلادها السابع والاربعين «غادرنا انجلترا امس وكان يومًا مشمسًا ودافئًا. لم نتوقع هذا ولم نحضر حتى معاطف المطر». وقالت «نشعر بخيبة امل كبيرة». وأصبح آلاف السكان في دول وسط أوروبا وألمانيا يواجهون يومًا آخر من مياه الفيضانات، وسط مخاوف من زيادة حصيلة الوفيات عن 12ضحية، مع وصول منسوب الأنهار في أنحاء المنطقة إلى مستويات لم تشهدها منذ قرون. قال خبراء الارصاد إن تراجع الامطار سيساعد على انخفاض مستويات المياه في انحاء جمهورية التشيك لكن أجزاء من المانيا وسلوفاكيا والمجر ستتضرر في الايام القادمة. وقالت وكالة حكومية ان من المرجح ان يتسبب ارتفاع منسوب المياه في تعطيل الملاحة في نهر الراين بجنوب المانيا حتى صباح الخميس على الاقل. وقالت هيئة الملاحة في ولاية بادن فيرتمبرج ان الملاحة توقفت في مطلع الاسبوع في الاجزاء الجنوبية من النهر لأن الامطار تسببت في ارتفاع كبير في مستوى المياه. وبقي النهر مغلقًا امام الملاحة جنوبي كوبلينز. من جانبها تعهدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بتقديم مساعدات بقيمة 100مليون يورو إلى المناطق الألمانية التي تضررت من الفيضانات خلال زيارتها أمس الثلاثاء إلى البلدة التاريخية باساو بولاية بافاريا. ميركل تتعهد بتقديم 100مليون يورو إلى المناطق المنكوبة ومن جانبها تعهدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بتقديم مساعدات بقيمة مئة مليون يورو إلى المناطق الألمانية التي تضررت من الفيضانات خلال زيارتها أمس الثلاثاء إلى البلدة التاريخية باساو بولاية بافاريا الواقعة بالقرب من الحدود النمساوية. حيث يقول مسؤولون إنها تواجه فيضانات هي الأسوأ منذ بداية القرن السادس عشر. حيث تم اجلاء نحو عشرة آلاف شخص من منازلهم في مناطق منخفضة من ساكسونيا وآلاف الاشخاص الآخرين من اجزاء في بافاريا. كما أغلقت شركة فولكسفاجن لصناعة السيارات بصفة مؤقتة مصنعها في تسفيكاو بولاية ساكسونيا بشرق ألمانيا لأن الفيضانات حالت دون وصول العمال إلى المصنع. وحذرت ميركل: «أن الساعات الأصعب لاتزال قادمة». وتأتي تحذيراتها بعد أن اضطرت النمسا وسلوفاكيا والمجر أيضًا إلى تعزيز دفاعاتهم ضد الفيضانات استعدادًا لمواجهة خطر تدفق المياه من نهر الدانوب. وتفقدت ميركل على متن مروحية الوضع في ولاية بافاريا، وعلقت بعد ذلك قائلة إنها تفاجأت بالوضع المأساوي. وأضافت ميركل»كنا نعتقد أن الأوضاع عام 2002 فادحة، لكن الوضع الآن أكثر مأساوية من الفيضانات السابقة». وقال رئيس الوزراء المجري فيكتور اوربان إن حكومته حشدت أكثر من عشرين ألفًا من رجال الطوارئ، وقوات الدفاع والشرطة في محاولة لدرء خطر الفيضان. ولم يتضح بعد ما إذا كانت الحواجز الوقائية الجديدة التي جرى تركيبها ستكون كافية لصد المياه المتدفقة من ضفاف الأنهار. وقال مسؤول في الإدارة الاقليمية لمقاطعة النمسا السفلى عن الحاجز الذي يصل ارتفاعه حوالي 11مترًا: «إنها ستكون مسألة سنتيمترات». وأدت الفيضانات الاوروبية الى انخفاض في أسهم شركتي ميونيخ ري وهانوفر ري لاعادة التأمين بنحو 2.5 بالمائة حيث تتوقع الاسواق ان يتقدم اصحاب العقارات بعدد كبير من المطالبات للحصول على التأمين فور انحسار المياه.