** قد يكون هو هكذا.. وهي هكذا لم يخلقا للحظات الكاملة ولا الحب الكامل.. إنهما يعيشان الحب لمدة ساعتين وهذا يكفي. ** هو يتذكر دائما أن وقته.. زمنه.. خلقه لا يتسع لوقت أكثر ولا يود أن يمتلكه أحد أو يقع تحت جبروت أحد. ** وهي ترى أن تغير الوجوه يقتل الملل والرتابة وتريد أن تتجدد – والتقيا على حافة الهاوية والزمن الصعب.. كانت أيامهما تتآكل ببطء . ولم يغير هو طريقته ولا أسلوبه ولا حتى ابتسامته المتعبة. ** وهي لم تتمكن من تحقيق طموحها وبعض أحلامها الصغيرة والمتواضعة لكي تصل إلى آمالها الكبيرة فاختصرت المشوار لتقفز فوق الحواجز الخطرة. و تملأ فراغها الجاف.. وعندما يصل الإنسان إلى تلك الحالات الميئوس منها يبدأ يتساقط تلقائيا . و يجف كأوراق الخريف ثم تذبل معظم أحلامه وأمانيه و يبدو له أن لا شيء يهمه.. ما يصل الإنسان إلى تلك الحالات الميئوس منها يبدأ يتساقط تلقائيا . و يجف كأوراق الخريف ثم تذبل معظم أحلامه وأمانيه و يبدو له أن لا شيء يهمه.. والواقع أن أشياء كثيرة تهمه.. ولكن من فرط الهم والغم فقدت العديد من الأشياء أهميتها.. فالذي يأتي.. يأتي والذي يذهب يذهب ومن حسن الحظ أن بعض هؤلاء قد صنعوا لحظاتهم الكاملة بامتلاء خصب وعاشوا حياتهم بالطول والعرض وهم لا يهمهم أن تولد هذه اللحظات من جديد.. لقد ذاقوا حلاوة الحياة ومرارتها معا واستكانوا. وركنوا إلى الهدوء والأمان وأصبح لابتسامتهم الساخرة أكثر من معنى فهم يعرفون سلفا أن لا شيء يبقى على الإطلاق لا العمر.. ولا القهر ولا «العهر» ولا «الطهر» ولا شبق الأيام ولا نزيف الزمن المر.. الكل إلى نهاية حتمية لا مفر منها.. ** ومن هنا.. من هذه القناعات الثابتة تبدأ مرحلة أخرى تتضح سماتها وتبرز حكمتها وتتحدد ملامحها.. ** وبالأمس رأيته في صف العزاء الطويل.. كان مشرقا يغالب حزنه.. و عندما اقتربت منه أواسيه قال لي ضاحكا: «يا عبدالواحد الحكومة لا تحبك» قلت مذهولا: وماذا فعلت أنا للحكومة.. ولم يجب ولكن شقيقه الذي يقف إلى جواره همس في أذني – إنه يقصد بالحكومة «المدام» حرمه المصون . وضحكت ولم أعلق بشيء فما عاد بوسعي أن أتذكر تلك الحكايات الميتة.. وها أنا في خريف العمر يقولونني ما لم أقله . ولم أسلم لا من «التتر» ولا من الغجر – سامحهم الله - يا معين.