عقد وزراء الخارجية بدول مجلس التعاون اجتماعهم الدوري ال127 في جدة، في وقت تشتعل الاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط وعلى مقربة من الحدود الخليجية. وتشكو كل دول المجلس تقريباً، إضافة إلى اليمن، من التدخلات الإيرانية السافرة في شئونها والتغرير بمواطنين خليجيين وتحريض آخرين على زرع الاضطرابات والفتن في دول مجلس التعاون الخليجي. وسبق لأربع دول خليجية واليمن الإعلان عن القبض على أعضاء شبكات تجسس إيرانية، وخلايا شغب وعمليات إرهابية. وكان التدخل الإيراني سافراً ومعلناً فيما يتعلق بالبحرين واليمن. بل ان طهران قد أسست قنوات تلفزيونية باهظة التكاليف متخصصة للتدخل العلني في شئون البحرين واليمن ودول الخليج الأخرى، إضافة إلى آلة الإعلام الإيرانية التي تتخصص بإثارة الفتن والاضطرابات وتأليب المواطنين في دول مجلس التعاون. وإذا كانت دول مجلس التعاون قد تعايشت طويلاً مع الاستفزازات الإيرانية، فإنه قد آن الأوان لتتخذ دول المجلس مواقف محددة لمواجهة الهجمة الإيرانية العدائية المعلنة ضد دول المجلس. وأصبحت المسئولية الخليجية أبلغ وأكثر إلحاحاً بعد أن بدأت الأذرع الإيرانية في الوطن العربي، مثل حزب الله، تتدخل عسكرياً وعلناً في سوريا، ويمكن أن تنقل معركتها إلى أي مكان في العالم العربي، طبقاً لرغبات طهران حسبما يعن لها. وبعد أن أعلنت الأذرع الإيرانية في العراق حرباً مفتوحة ضد العرب. ويتعين أن تستغل دول مجلس التعاون موقعها المؤثر في الجامعة العربية لتوحد العرب أو البلدان العربية المؤثرة لمحاصرة السلوكية العدوانية الإيرانية ضد العرب، وإلزام طهران بأن تتصرف بمسئولية الدولة وتنتهي من كونها مطبخا للمؤامرات ضد الشعوب والدول العربية. إذ يبدو لا توجد أية نتيجة مفيدة للمناشدات التلفزيونية ورفع شعارات الأخوة والجوار التي تطلقها كثير من دول مجلس التعاون وتأمل بها تصحيح السلوكية الإيرانية وعودة طهران إلى مسئوليات الدولة الرشيدة، لأن النظام الإيراني اختط لنفسه نهجاً واحترف ثقافة حبك الدسائس والمؤامرات وتأسيس الشبكات التخريبية وتشغيل آلة إعلام مضللة وتحريضية وخادعة لشرائح في المجتمعات الخليجية التي توزع عليها طهران الأماني والأحلام والوعود. بينما الحقيقة الصادمة المؤلمة هي أن طهران حولت هذه الشرائح إلى كروت لعب إيرانية في المساومات السياسية، لا أكثر. وسبق أن غررت طهران بكثيرين من بسطاء مواطني مجلس التعاون ثم حينما تصادمت مصالحها مع أحلامهم وأمانيهم باعتهم بأبخس الأثمان.