من هو الحامي المجهول لاقتصادنا ؟ والذي لا يعرفه الكثير منا انه المحاسب القانوني او مراجع الحسابات فهو الذي يقوم بمراجعة حسابات الشركات والمؤسسات بجميع انواعها وإصدار تقرير بعدالة وسلامة بياناتها المالية من عدمه حيث يعتبر المحاسب القانوني جهة مستقلة تبدي رأيها المهني وبحيادية عن وضع الشركة المالي اما بالإيجاب او بالسلب وهذا في حد ذاته حماية للتعامل مع هذه الشركات . المشكلة تكمن في أن عدد المكاتب المحلية سواء في السعودية أو غيرها من دول الخليج محدود جدًا, لهذا فان انتاج برنامج مراجعة حسابات آلي غير مجد اقتصاديا لأي جهة ربحية تسعى لعمل هذا البرنامج ولو سألنا كيف يقوم المحاسب القانوني بحماية اقتصادنا فسوف نعرف ان الدور المهم الذي يلعبه المحاسب القانوني يتلخص في 4 محاور رئيسية , فالمحور الاول محور اقتصادي وهو توجيه الشركات والمؤسسات الى مشاكلها الاقتصادية من واقع مؤشراتها المالية وبهذا تتجه الى ما يحسن وضعها الاقتصادي بالتحول من الانشطة الاقل ربحية الى الانشطة التي تحقق ربحية اعلى , اما المحور الثاني فهو محور مالي عن طريق تقييم عادل لأصولها وممتلكاتها والتزاماتها طبقا للمعايير المحاسبية وبهذا يتم تحديد نتائجها المالية بعدالة , اما المحور الثالث فهو محور أمني يتمثل في الكشف عن المخالفات التي تقوم بها بعض الشركات والمؤسسات للأنظمة والقوانين والتي منها على سبيل المثال عمليات غسيل الاموال والتهرب الضريبي والمحور الرابع والأخير هو محور اجتماعي يتركز في تحديد الزكاة الشرعية التي تدفع لمصلحة الزكاة والدخل وتصب في مصلحة المجتمع . لهذا تطور مهنة مراجعة الحسابات وجودة ادائها المهني موضوع في غاية الاهمية وذو تأثير كبير على اقتصادنا ورغم ما يحدث حاليا في العالم من تطور سريع في تقنية المعلومات وبرامج الحاسب الآلي الا ان غالبية مكاتب المحاسبة خصوصا المحلية منها تفتقر الى وجود برنامج مراجعة حسابات متطور يساعدها بشكل كبير في عملية المراجعة من حيث توفير الوقت وتخفيض التكلفة . إذًا لماذا لا يتم تصميم برنامج مراجعه باللغة العربية يؤدي هذا الغرض ويكون في متناول المكاتب المحلية. المشكلة تكمن في أن عدد المكاتب المحلية سواء في السعودية أو غيرها من دول الخليج محدود جدًا , لهذا فان انتاج برنامج مراجعة حسابات آلي غير مجد اقتصاديا لأي جهة ربحية تسعى لعمل هذا البرنامج ناهيك عن أن تصميم مثل هذا البرنامج باللغة العربية يحتاج إلى عقل مراجع حسابات وتقنيات مبرمج كمبيوتر وهما من الصعب جدًا أن يجتمعا في شخص واحد . لهذا فإن جزءًا كبيرًا من حل هذه المشكلة يقع على عاتق الهيئات المحاسبية والمنظمات المهنية السعودية والعربية لتطوير مثل هذا البرنامج وتوفيره بتكلفة معقولة تستطيع مكاتب المحاسبة والمراجعة المحلية تحملها وهو ما سيؤدي إلى تطور في جودة الأداء للمكاتب المحلية ويرفع من مستوى أدائها المهني والذي بدوره سوف يساهم بشكل كبير في زيادة الحماية لاقتصادنا من الشركات والمؤسسات التي لا تطبق معايير الحوكمة والشفافية في ممارسة انشطتها المختلفة . * عضو هيئة المحاسبة والمراجعة لدول مجلس التعاون