يمثل بيت التراث الشعبي الذي أقيم في مهرجان ربيع الزهور حلقة وصل بين ما يعيشه الأبناء في هذا الوقت وبين ما عاصره الآباء في سالف الأوقات، وقد لقي هذا الجناح البارز في مهرجان ربيع الزهور الكثير من الاهتمام من قبل مسؤولي الأمانة كونه يمثل تراثاً لا بد لأبنائنا أن يعرفوه. أحد الأركان في البيت الشعبي (اليوم) الجناح ضم العديد من المقتنيات القديمة والتي في الواقع شدت انتباه الكثير من الزوار، وحول البيت الشعبي يقول أحد الزائرين فهد الزعبي :» أعجبني كثيراً ما تضمنه هذا المعرض من مقتنيات جميلة، ولها تاريخ عدت معه إلى الماضي عشرات السنين، وإنني سمعت بالركن الشعبي في مهرجان ربيع الزهور الأمر الذي جعلني أحرص على اصطحاب أبنائي للمهرجان بصفة عامة وللمعرض على وجه الخصوص»، ويشير الزعبي إلى أن الشباب في هذا الوقت لم يعد يعرف كثيراً ما كان عليه الآباء سواء في عاداتهم وتقاليدهم أو حتى صعوبة العيش آنذاك، وأضاف في ذلك :» .. وهذا يعتبر من وجهة نظري ضياع الموروث الذي عاش عليه الآباء، وإنني أقدم فائق شكري وجزيل امتناني للقائمين على الجناح، وذلك لأننا في هذا الوقت أحوج ما نكون إلى ربط أبنائنا بماضيهم العريق في ظل الحملة التغريبية التي طالت أبناءنا في هذا الجيل»، أما ناصر العمري فيقول :» هناك الكثير من الحرف اليدوية اندثرت ولم تعد موجودة في الوقت الحاضر فيما هي ذات أهمية بالغة كونها تمثل التراث الأصيل لنا، وإنني أتساءل إذا لم تقم هذه الجهات وفي مثل هذه المحافل بعرض تراثنا وطرحه في أيدي أجيالنا القادمة .. فمن يقوم بذلك ؟! وإنني هنا أسجل إعجابي بما يقوم به أولئك الآباء الكبار في ركن البيت الشعبي في مهرجان ربيع الزهور، وهم في الواقع من أضفى على البيت الطابع القديم حتى في طريقة عرضهم للمنتجات أو الحديث مع الزوار، وإن مثل هذه الحرف القديمة تمثل لنا نحن الآباء تراثا لا يمكن لنا أن ننساه وقد تربينا عليه ونشأنا في أجوائه، وليس من السهل أن ينساه الواحد منا، ولذلك فنحن نحرص أشد الحرص على نقله لأبنائنا وأحفادنا «.