سأل أصحاب القرار في الأسرة أبناءهم ماذا تريدون أن يكون لون المنزل؟ وماذا نضع في الصالة؟ وأين نضع التلفزيون؟ وغير ذلك من الأسئلة وكانت الإجابات متنوعة وأدى تنوعها إلى الاختلاف فبعضهم راض عن القرارات, وبعضهم غير راض. البعض هادئ, وآخرون يمارسون ضغوطا مزعجة فيخرجون من المنزل ويصفقون بالأبواب, ويضربون الطاولات وقد تمتد يد أحدهم إلى إخوته فيضربهم أو يستعرض قواه اللسانية عليهم حتى يتدخل أصحاب القرار, المثل المصري يقول: اللي معندوش كبير يشتري له كبير. وهو مثل يذّكر الناس بأهمية القيادة في كل شيء واهمية أن يكون هناك شخص واحد نأتمر بأمره ولا نعترض عليه لمجرد الاعتراضويختارون كل شيء ويقولون للابناء (انتوا ما تنعطون وجه) بالأمس قلت كلمة أضحكت من حولي فعندما سمعت بأن أحد الشعوب الثائرة على نظامها صارت تطالب الجيش بالتنحي قلت: الشعوب ما تنعطى وجه, لست دكتاتورة, ولا أميل لمن حملوا شعوبهم ما لا يحتمل بسبب دكتاتوريتهم او جنون العظمة الذي مسهم ولكنني ممن يؤمنون بأهمية الاحتكام الى القائد واذا رفضنا شيئا فعلينا ان ننظر الى ما يرضي الآخرين لابد من حدود نقف عندها في مطالبنا فبعد الأمن وهو الاول دائما تأتي المطالب الاخرى وتتحقق تدريجيا وبتعقل اذا عملنا على تحقق الامانة والعدالة ولكن ان يظل الاعتراض هاجسا يتحقق بالقوة نهار كل جمعة فهذا أمر سيء يؤدي بالجميع للتهلكة. الذين يقبضون على أذرعة المايكروفونات ويجلجون ثم يسارعون الى مقاعدهم الوثيرة في دول أخرى حيث ينعمون بالثراء والراحة لا حق لهم ان يعبثوا بأمن بلادهم وراحة الناس التي تشقى لكسب لقمة عيشها, وعندما يحين موعد الفرحة تفاجأ بانها فرحة مغشوشة ومشوهة عاجزة عن الاكتمال والصلاحية لان هذا طامع, وذاك عميل, والآخر مؤلب. المثل المصري يقول: اللي معندوش كبير يشتري له كبير. وهو مثل يذكر الناس بأهمية القيادة في كل شيء واهمية أن يكون هناك شخص واحد نأتمر بأمره ولا نعترض عليه لمجرد الاعتراض البعيد عن الأمانة. بل نعترض عندما يسيئ ونتحاور ونتجادل ولكن بشرط أن نصل في النهاية إلى بر الأمان معه أو مع غيره. وحتى لا تتحول روح الثورة إلى مارد يرفض الاستجابة ويتمادى في التخريب والأطماع. نعم يجب أن تكون هناك حدود في الاعتراض وحدود للثورة والثوار. حتى تبدأ حركة الإصلاح قوية.