استمعت إلى حديث للدكتور طارق الحبيب موجز العبارات عميق المعاني حول طبيعة الإنسان ابن البيئة الصحراوية وعلاقته بكل عناصر الطبيعة من حوله الحية منها والصامتة، فمن سمات تلك الشخصية الخوف والترقب فهو يخاف من القحط, ويخاف حيوانات الصحراء, ويخاف من منافسة القبائل, ويترقب البرق وعلاماته, ويترقب النجوم. حياته بكل تفاصيلها معلقة بغيره ولذا يتولد لديه الشك والقلق ولأنه كذلك يصعب انقياده رغم سهولة إرضائه. اليوم نحتاج إلى مادة دراسية ترافق الأبناء في كل مراحل تعليمهم لتعلمهم من هو الإنسان كيف نحبه؟ وكيف نحترمه؟ وكيف نتقاسم معه الحياة أيا كان دينه ومذهبه ولونه وجنسيته؟ نحن اليوم نحمل الكثير من هذه المواصفات لأننا لم نعد نبحث عن نبع ماء لتستقر حياتنا بضعة شهور او سنوات فأرضنا جادت علينا بفضل من الله بخير وفير نشتري به الأنعام ونحلي المياه المالحة والكثير الكثير ومع هذا فكثير منا لا يستشعر في نفسه ولاء وانتماء للوطن, ذلك الانتماء الذي يرفعه عن دنس الانقسام والخوف من الآخرين ممن هم حوله ويشاركونه الأرض نفسها. مثل هذا الشعور المتوارث هو الذي مهد الطريق لولاءات أخرى كالقبيلة والطائفة وهو الذي ولد شعورا بالنقص عند آخرين ونتيجة كل ذلك هو سيطرة تلك الأمور وسحبها لبساط الولاء للوطن من العقول والقلوب أحيانا. إن الولاء للوطن ليس بأغنية وطنية تترنم بها ولا بعلم نتوشحه عندما يفوز المنتخب وليس الوطن درسا نتلقاه في المدارس وننساه بعد حين وقد علق الدكتور على مادة التربية الوطنية ومساوئها. إن الخوف من القبيلة التي كانت تنازع قبيلتنا على بئر ما هو نفسه خوف وطمع من يقول: سأسرق هذه الأموال من الدولة قبل أن يسرقها أحد قبلي!! اليوم نحتاج إلى مادة دراسية ترافق الأبناء في كل مراحل تعليمهم لتعلمهم من هو الإنسان كيف نحبه؟ وكيف نحترمه؟ وكيف نتقاسم معه الحياة أيا كان دينه ومذهبه ولونه وجنسيته؟ لنكون رصيدا أخلاقيا مبنيا على صورة الإنسان كما جاءت في القرآن والسنة النبوية لعلنا نتعلم كيف نحب بعضنا, ونخاف على أرضنا, ولا تتنازع على الوجود, وكأننا تتنازع على بئر ماء كما تنازعت قبائل لم يعد لنا منها إلا اسمها نحتاج اليوم أكثر من أي يوم مضى أن نكثف الدروس في هذا الجانب في كل مكان في الابتدائية والجامعة في المسجد والمعمل لكي نضمن مستقبلا نفسيا أفضل للأجيال القادمة. [email protected]