كلما ذهبت في زيارة إلى البلدان وخاصة المجاورة لنا أجد أنها أحسن حالا من مدننا، فالملاحظ أن طرقاتهم مسفلتة على أعلى المستويات، وكذلك نظافة الشواطئ والحدائق فيها ومرافقها تسر الناظرين، أما مدننا فتعج بالمشاهد غير الحضارية، مع العلم أنني أجزم أنه لا يخلو أي موقع من الأراضي البيضاء داخل المدن من مخلفات البناء والنفايات الضارة للصحة والمؤذية للعين، أليس من حق ساكني هذه الأحياء التي تغص بهذه المناظر المشينة أن يستمتعوا ببيئة نظيفة ومناظر جميلة. نحن نتساءل أين مراقبو البلديات المنتشرة فروعها بمدن المنطقة من هذه السلبيات الكثيرة التي لا تخطئها العين أينما ذهبت، ولماذا لا تكون هناك متابعة مستمرة لمراقبة من يتسبب في رمي هذه المخلفات ومحاسبتهم بدلا من جلوس موظفي البلديات في المكاتب المكيفة، وأين موظفو البلديات والجوازات من ظاهرة سيئة جداً منتشرة في بلادنا عموما، حيث إننا نشهد تشويها متعمدا من قبل من يقومون بطباعة ملصقات ترويجية لهم ولوظائفهم ولصقها في كل ما تقع عليه أيديهم من ممتلكات عامة وخاصة لدرجة أن شاهدنا ملصقاتهم حتى داخل الدوائر الحكومية وغير الحكومية، يجب أن تنتبه البلديات لهذه الظاهرة ووقفها حتى لا تتفاقم وتصبح المدن عبارة عن لوحة إعلانات لمخالفي نظام العمل والإقامة. ومما يزيدنا استغرابا ودهشة أننا على مشارف الصيف والمنطقة الشرقية جاذبة للسياح من الداخل لزيارة الشواطئ والاستمتاع بالحدائق العامة، نجد أننا نستقبلهم بكثرة التحويلات في الشوارع كما في الدمام وغيرها، أليس كان من الأولى على الزائر للمنطقة ان يجد سهولة في الوصول لأهدافه التي يريدها بدلا من كثرة السؤال في الإشارات . وهناك ملاحظة مستمرة لا نجد لها حلا، وهي ما يقوم به المتنزهون في الشواطئ والحدائق من ترك نفاياتهم مرمية على الأرض في منظر مؤسف ومثير للاشمئزاز، ولا يراعون خصوصية هذه الأماكن ولا المحافظة على القواعد المرعية بمنع اشعال النار وشرب المعسل بها، فأين المراقبون ولماذا لا تفرض على هؤلاء غرامات مالية حتى تردعهم عن هذه التصرفات غير المسؤولة، وهذه الأماكن قد أنفق عليها المليارات من الريالات وإنني حزين حينما أشاهد الدول الأخرى وهي في أحسن حال منا وربما أقل موارد وإمكانيات. [email protected]