في ما وصفتها بأنها المواجهة الأولى بين الإدارة الأمريكية وإسرائيل حول البناء في المستوطنات، أفادت صحيفة "هارتس" في موقعها على الشبكة أمس الثلاثاء، أن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، بعث الأسبوع الفائت برسالة احتجاج شديدة اللهجة إلى السفير الإسرائيلي في واشنطن، على خلفية نية إسرائيل شرعنة أربع بؤر استيطانية كانت قد أصدرت ضدها أوامر بالهدم سابقًا. الصحيفة نقلت عن مسؤول إسرائيلي كبير، رفض الكشف عن هويته قوله، إنه بعد وصول تقارير لكيري حول نية إسرائيل شرعنة البؤر الاستيطانية المذكورة اتصل شخصيًا بالسفير الإسرائيلي مايكل أورن، يوم الخميس الماضي، وطلب منه إيضاحات حول الموضوع، مؤكدًا أمامه أن هذه الخطوة تمس بجهوده الرامية إلى استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين. تفرقة عنصرية اسرائيلية من جهته، ألقى صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين مع إسرائيل بثقله وراء محاولة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لاستئناف محادثات السلام المتوقفة في الوقت الذي وصف فيه الوضع في الضفة الغربية بأنه تفرقة عنصرية أسوأ مما كان موجودا في جنوب أفريقيا. ومن المقرر أن يزور كيري القدس ورام الله غدًا الخميس والجمعة. وقال عريقات أمام لجنة للأمم المتحدة في نيويورك إن تجميد بناء المستوطنات والإفراج عن السجناء الفلسطينيين ليست شروطًا لعودة المفاوضات ولكنها بالأحرى التزامات يجب أن تفي بها إسرائيل. وقال عريقات للجنة حقوق الشعب الفلسطيني التي أنشاتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1975 ليس للجانب الفلسطيني شروط لاستئناف المفاوضات. وأضاف أن الفلسطينين يبذلون كل الجهود الممكنة من أجل نجاح كيري. وقال: إنه لن يستفيد أحد من نجاح كيري أكثر من الفلسطينيين ولن يخسر أحد من فشله أكثر من الفلسطينيين . وأردف قائلًا إن كيري لا يفصح عما يخطط له وإنه يحب أن يعمل في صمت بشكل كبير. وقال إن الفلسطينيين فعلوا كل شيء من أجل إنجاح كيري. ويسعى الفلسطينيون لإقامة دولة في الضفة الغربيةوغزة حيث يعيش نحو 2.7 مليون فلسطيني على أن تكون القدسالشرقية عاصمتها. ويستوطن نحو 500 ألف إسرائيلي في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية. ويرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي أي عودة لإسرائيل إلى الخطوط التي كانت قائمة قبل أن تحتل الضفة الغربية وقطاع غزةوالقدسالشرقية في حرب 1967 قائلًا: إان تلك الحدود لا يمكن الدفاع عنها. وقال عريقات: إن بإمكانه تلخيص الوضع اليوم في الضفة الغربية بما في ذلك القدسالشرقية بكلمة واحدة وهي التمييز العنصري وهو أسوأ مما كان موجودًا في جنوب أفريقيا. وقال: إن اسرائيل تبرر اليوم سياستها للفصل العنصري بكلمة الأمن.السفير الإسرائيلي: أكاذيب واتهم رون بروسور سفير إسرائيل في الأممالمتحدة عريقات بنشر أكاذيب ودعاية. وقال بروسور في بيان "الإنسان كان يتوقع أن يعلم من يطلق عليه مفاوض سلام شعبه التسامح والتعايش."صائب عريقات يستخدم جميع الأبواق للتحريض وتأجيج المشاعر وتشويه صورة إسرائيل." وقال عريقات: إن الفلسطينين انتهوا من التحضير للانضمام لمجموعة من الهيئات الدولية مثل المحكمة الجنائية الدولية ولكنهم لم يتحركوا بعد من أجل إعطاء كيري والرئيس باراك أوباما فرصة لمتابعة السلام بالشرق الأوسط. وأردف قائلًا: إن الفلسطينيين يريدون إعطاء فرصة لكل الدول التي يوجد بينها قاسم مشترك وهو تحقيق حل الدولتين على أساس حدود 1967. وقال: إنه توجد فرصة جيدة الآن. وإذا كان للفلسطينيين أن ينضموا إلى المحكمة الجنائية الدولية فسيكون بإمكانهم تقديم شكاوى للمحكمة تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب وجرائم في حق الإنسانية وجرائم خطيرة أخرى. وبإمكان الفلسطينيين التقدم بطلبات للانضمام للمحكمة الجنائية الدولية والهيئات الدولية الاخرى بعد أن وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على الاعتراف من الناحية الفعلية بدولة فلسطين في 29 نوفمبر تشرين الثاني.