بدا من ازقة سوق الليل بمكة المكرمة، عاش وأصبح واحدا من أشهر لاعبي زمانه، صال وجال وحقق مع ناديه الوحدة مع الرعيل الذهبي أول الانجازات، بحثنا عنه كثيرا حتى وجدناه لكن تاريخه لا يختلف عليه اثنان، اسمه راسخ في أذهان الرعيل الاول من عشاق الكرة بالعاصمة المقدسة رسوخ الجبال في أم القرى، حديثه رغم أنه عن الماضي كان شيقا، قلبنا معه صفحات التاريخ لنخرج بهذا الحوار مع نجم الوحدة السابق سليمان بصيري : اولا حدثني على بدايتك مع كرة القدم كيف كانت ومتى بدأت ؟ بدأت ممارسة الكرة في فترة الطفولة مبكرا لكني أتذكر عام 1373ه تم اختياري من فريق الحي بحارة سوق الليل وضمي إلى فريق الوحدة وكان عمري في ذلك الوقت لم يتجاوز الثالثة عشرة وبعد عامين فقط لعبت في الفريق الاول وكان أكثر اللاعبين ملازمة لي اللاعب الكبير حسن دوش وكنا نشكل ثنائيا خطيرا في صفوف الوحدة رغم صغر سننا فكانت أحياء سوق الليل وما جاورها كمنطقة مولد النبي وشعب علي وزقاق الوزير والعتيبية والشبيكة وجرول تشكل منبعا لنجوم الوحدة وعموما سوق الليل منبع نجوم الوحدة لكن تلك المناطق كانت تعرف بالازقة الضيقة والمحلات التجارية وليس بها ساحات فسيحة للممارسة كرة القدم، كيف انطلقتم منها ؟ تلك المناطق بالتأكيد كانت تخلو تماما من الساحات الفسيحة حتى تستطيع ممارسة كرة القدم لكننا في وقت الطفولة كنا نلعب في تلك الازقة الضيقة وجل نجوم الكرة في ذلك الوقت وخصوصا لاعبي الوحدة اكتشفوا من تلك الازقة الضيقة وتحولوا إلى نجوم لا يشق لهم غبار، وكانت ممارستنا على قد الحال في ذلك الوقت لكن كنا نعشق كرة القدم حتى النخاع ومستعدون لممارسة في أضيق الاماكن، وكان العم سالم سجيني يحضر يوميا للحصول على خدمات احدنا واحدا تلو الاخر وهل كان التسجيل في النادي بالمقابل أم أن المرحلة كانت تتطلب التسجيل لمجرد اللعب في ناد رسمي ؟ في الوهلة الاولى يستقطب اللاعب من الازقة إلى النادي بالإقناع ثم يعرض على النجم الجاهز وصاحب الموهبة بعض من المبالغ، وبالنسبة لي عرض علي مبلغ ثلاثة الاف ريال رفضتها لأنني لا استطيع استلامها في ذلك الوقت وانا لم اتجاوز الخامسة عشرة فتولى العم أنور عقيلي تسليمها للوالد وأتذكر عندما حضر للوالد وبدا معه بمقدمة طويلة ثم استأذن وسلمه المبلغ. ومن هم الداعمون الذين يتولون دفع المبالغ لكم من اجل التسجيل في النادي ؟ الداعمون كثر رغم تواضع الاماكانيات في ذلك الوقت ويأتي العم أنور عقيلي في مقدمة الداعمين فأنا بالذات كنت اتلقى مبالغ مالية بعد كل مباراة، ولا ننسى شيخ «الجاوه « صدقة عبدالمنان، وشيخ «الصنائعية « حسين أبو الريش، كنت أتلقى جنيهين من كل واحد منهم والجنيه يساوي اربعون ريالا وهذا المبلغ له قيمة كبيرة، حتى أني أتذكر العم صدقة عبدالمنان ذهب إلى أحد الخياطين في القرارة وفصل لي شورت بجيب وسحاب من أجل جمع المكافأة بعد المباراة، وكنت اجمع من ستة إلى سبعة جنيهات في المباراة الواحدة • بالعودة إلى المشوار السابق دعني اسألك عن مباراة لعبتها ومازالت ذكراها عالقة في ذهنك ولن تنساها ما حييت ؟ مباراة امام منتخب الشرقية في الدمام ضمن تصفيات كأس الملك عندما كانت المناطق تمثلها منتخبات وكان حارس المرمى « باطوق « حارس الاتفاق ويعد واحدا من ابرز حراس المرمى في زمانه، وقبل نهاية المباراة بسبع دقائق تحصلنا على «خطأ « في مكان جيد مواجه للمرمى وكانت المباراة على شرف صاحب السمو الملكي الامير عبدالله الفيصل عندما كان مسئولا عن الرياضة تحت اشراف وزارة الداخلية آنذاك، ويحضر معه أمير المنطقة الشرقية، فطلب الامير عبدالله الفيصل منى بالإشارة بتنفيذ الخطأ وأشار بأصابع يديه العشرة ويعني أنه سيمنحني عشرة آلاف ريال اذا تمكنت من تسجيل الهدف في ذلك الحارس العملاق فكان موقفا حرجا للغاية فترددت في البداية ولكن تقدمت اخيرا ونفذت الخطأ واستطعت احراز الهدف فكانت مباراة تاريخية بالنسبة لي ولن أنساها ماحييت.