مازالت أصداء المرحلة الأولى للحملة ضد المخالفين لنظام العمل والإقامات يتردد صداها بين المواطن والمقيم . ومازال كثير منا فرحا ومسرورا بهذه الضربات المتتابعة ضد كل من لا يقيم عواقب الأمور ويضرب عرض الحائط بكل قانون من أجل المال وفي المقابل هناك بعض الجهلة الذين يتوقعون أن تسترهم أو اهمالهم لعمالة استقدمت بأسمائهم لن يلحق الأذى بغيرهم ، وهناك أطراف أخرى تشترك في هذا الجهل ؛ وهم العمالة أنفسهم الذين صار بعضهم يأتي من بلاده وقد أعد العدة للهروب من كفيله بعد أيام قلائل وهذا حدث من العمالة المنزلية الذكر والأنثى حتى أن المواطن يضرب أخماساً في أسداس عندما يكتشف أن كل ما دفعه من أجل الاستقدام طار كالهباء المنثور . إن صور أعداد العمال الغفيرة التي تقف على أسوار السفارات بالرياض من الجنسين تؤكد أن النظام يقيم المعوج ويعالج الخلل وأننا رغم حاجتنا لتلك الأيدي العاملة إلا أننا لا ندفع مقابل ذلك التفريط في حقنا الأمني والاقتصادي . كما فعلت كثير من تلك الدول التي نستقدم منها وراحت تضع شرطاً بعد آخر وبعضها يعد تعجيزياً وكأنهم يقولون لأنفسهم : (نمسكهم من أيدهم اللي توجعهم) لتحمي أبناءها منا . أرجو أن تكون الأمور أكثر وضوحاً لنا كمواطنين حين نسأل أنفسنا لماذا يعيش الناس في نكد وعناء ورعب خوفاً من ألا تأتي الخادمة بعد سفرها أو عدم الحصول على تأشيرة أو غير . لقد استعبدتنا الفكرة بشكل لا يليق بنا فهلا أفقنا وأنصفنا أنفسنا وخففنا أحمالنا وخدمنا أنفسنا . فما يفعله كثير منا هو عار اجتماعي . إن هذه الحملات هي في غاية الأهمية للمواطن والمقيم معاً وليس المخالف منهم فقط بل وحتى المستقيم فقد ألقت الرعب في قلوب الجميع وهو رعب قانوني تمارسه كثير من الدول ضد كل من يخالف نظام الهجرة والإقامة المحددة في بلد ما . كل ما آمله أن يكون من بين النتائج الإيجابية لهذه الحملات أن يزداد الوعي الاجتماعي في موضوع مدى أهمية وجود العمالة المنزلية بهذه الكثافة التي أفرزتها الإتكالية الممقوتة التي تعاملنا بها مع تلك الحاجة حتى صارت وبالاً علينا كمجتمع ليس فقط في البيوت وإنما خارجها أيضاً . هذه الإتكالية وهذه الحاجة المبالغ فيها لوجود عاملة وأكثر في المنزل كانت أحد أسباب تربعنا على عرش الدول الأكثر كسلاً في العالم (إن صحت نتائج الدراسة التي انتشرت مؤخراً). والنظر مجدداً من قبل المجتمع في مسألة التخلي عن هذه الأعداد الغفيرة من السائقين . لا شك بأن الأمن أولوية وطنية تتحقق بتفاصيل كثيرة تبدأ من قناعاتنا بأهمية أدوارنا في كل مكان نتواجد فيه حتى لا نسمح لأنفسنا ولا لمن نستقدمهم أن يسيئوا لنا . وقد كان ذلك واضحاً جداً من قبل تلك العمالة التي ملأها الطمع فينا وغرها التساهل حتى صارت تتلاعب بنا وهي تردد (سعودي فلوس كتير) وأرجو أن تكون الأمور أكثر وضوحاً لنا كمواطنين حين نسأل أنفسنا لماذا يعيش الناس في نكد وعناء ورعب خوفاً من ألا تأتي الخادمة بعد سفرها أو عدم الحصول على تأشيرة أو غير . لقد استعبدتنا الفكرة بشكل لا يليق بنا فهلا أفقنا وأنصفنا أنفسنا وخففنا أحمالنا وخدمنا أنفسنا . فما يفعله كثير منا هو عار اجتماعي . Twitter: @amalaltoaimi