تناولت الوسائط الإعلامية والأوساط الاجتماعية والثقافية والأكاديمية باهتمام كبير محاضرة صاحب السمو الملكي الأمير/ سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة الرياض (حفظه الله)، بعنوان “الأسس التاريخية والفكرية للدولة السعودية”، التي يمكن وصفها بأنها وثيقة تاريخية تمثل فلسفة الحكم السعودي، منذ المبايعة التي تمت بين الأمير/ محمد بن سعود، والشيخ/ محمد بن عبدالوهاب (رحمهما الله)، وصولا إلى قيام الدولة السعودية الثالثة على يد الملك المؤسس/ عبدالعزيز آل سعود (طيب الله ثراه)، كأكبر كيان سياسي موحد في الجزيرة العربية، حيث حول هذا الكيان الصحراء القاحلة إلى مدن سكانية وصناعية وعسكرية وتقنية تتوفر فيها سبل العيش الكريم. لقد تبلورت شخصية الأمير سلمان كنموذج قيادي فريد، بما عايشه من وقائع، وتشربه من أحداث تاريخية في كنف والده المؤسس، واستطاع بما يملك من مقومات شخصية أن يفرض حضوره الإداري والسياسي والثقافي والاجتماعي، فهو إضافة إلى تحمله مسؤولية إمارة منطقة الرياض يمارس العديد من الأدوار الهامة على المستويات الداخلية والإقليمية والدولية. لا شك أن تلبية سمو الأمير لدعوة الجامعة الإسلامية تعكس اهتمام وتقدير سموه للعلم والعلماء، وحرص قيادة هذا البلد على التواصل بين الأجيال بحيث يدرك الجيل الحالي الأسس التي قامت عليها هذه الدولة، وضرورة المحافظة عليها، وكذلك المحافظة على الدور الهام الذي تقوم به المملكة في المنطقة والعالم. كما أن توقيت المحاضرة يأتي في الوقت المناسب ويتزامن مع بعض الأحداث في المنطقة التي ينبغي معها تحصين الشباب على وجه الخصوص وتوعيتهم بما يضمن عدم تعرضهم لتأثيرات سلبية من بعض القنوات الإعلامية والجهات التي تسعى للتشكيك بالثوابت الأساسية وصولاً إلى تحقيق غاياتها واطماعها في المنطقة. لقد كانت محاضرة سمو الأمير، تأصيلاً فكرياً، وخارطة تاريخ، ومتعة روحية تتلاءم مع قامة سموه، فقد نقلنا إلى فضاءات متميزة، وخلص بنا إلى العديد من الدروس والعبر، فهاهو يحدثنا عن عمق الأسس الفكرية والتاريخية للدولة ومنطلقاتها الإسلامية والعربية الأصيلة، ويسلط الضوء على أهمية ممارسة عادة القراءة كضرورة حتمية ترتقي بالوعي الثقافي، وفهم الآخر، كما أنه يبين وفاء القادة وديدنهم الأصيل لإخوانهم وأبنائهم في المجتمع السعودي ويقول “.. الجميع في هذا الوطن جزء لا يتجزأ من هذا الإنجاز التاريخي لهذه الأرض المباركة، وأسهم حقيقة في بنائها ووحدتها وتماسكها”. إن نظرة متأملة لمضمون محاضرة سمو الأمير تقتضي منا الوقوف معها وقفات ثلاث الوقفة الأولى: أن الحفاظ على مقدرات ومكتسبات هذا الوطن مسؤولية الجميع. الوقفة الثانية: أن المحافظة على هذا الإنجاز التاريخي لن يكون إلا بسواعد أبناء هذا الوطن الذين يسهمون في نهضته وتطوره. الوقفة الثالثة: أن الأسس الفكرية والتاريخية للدولة السعودية هي التي أسهمت في تكوين الحس الوطني والولاء والانتماء لهذا الوطن. أعلم كما يعلم الجميع أن المقام لا يتسع لسرد جميع ماتضمنته المحاضرة من دروس وعبر في مقالة واحدة، كما أعلم أيضاً القدوة والمثل الذي يجسده سموه حفظه الله لنا جميعاً في الوفاء للوطن من جهة ولقيادة هذا الوطن من جهة أخرى من خلال مواقفه مع اخوانه في السراء والضراء والصحة والعافية والمرض ليس باعتبارهم أشقاء فحسب بل ولاة أمر تجب محبتهم وطاعتهم ومناصحتهم ولكن حسبي من الشرف أنني حاولت وكتبت عن هذه المحاضرة القيمة، حفظك الله سمو الأمير من كل مكروه وسدد خطاك .