لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض عشق خاص للتاريخ المجيد للوطن ، واهتمام شخصي في العناية به توثيقا وتحليلا ، و تأكيد القيم العلمية في التأريخ مقرونة بالقراءة المتعمقة المستخلصة للدروس المهمة والغنية التي تغذي الفكر والشعور الوطني بإضاءات الأسس التاريخية للدولة السعودية ، وكيف لا ، وسموه عايش فترات التأسيس والبناء وشارك مبكرا في معطياتها ، وقاد هذا الدفق الجميل للذاكرة الوطنية التأريخية الخصبة. لذا فسموه خير من يتحدث عن ذلك. ومساء الثلاثاء الماضي كنا على موعد مع الأمير سلمان في محاضرته الهامة بالجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة بعنوان "الأسس التاريخية والفكرية للمملكة العربية السعودية" وعندما يتحدث سموه فإنه يأخذ بالألباب لعمق فكره ورؤيته وشواهد وشهادته للتاريخ والقراءة العميقة لها ، خاصة ما يتعلق بهذه الدولة العريقة ومكانتها ورسالتها ومراحل تطور هذا الوطن العزيز، ولنا في محاضراته واحاديثه للأجيال رؤى تستوجب التأمل بعمق في عبقرية التأسيس والاعتزاز بقيمة الانتماء لهذا الوطن وعبقرية واقعه وموقعه ، وعراقة تاريخه ورسوخ وحدته واشراقات حاضره والثقة في مستقبله بإذن الله . ومن الإضاءات المهمة في هذه المحاضرة المهمة ما أكد عليه سمو الأمير سلمان عن جلالة المؤسس الملك عبد العزيز رحمه الله ، أنه لم يؤسس الدولة على عصبيته أو قبيلته، بل أسسها على الدين والتزم هو وأبناؤه وأحفاده إلى يومنا هذا ، بهذا التأسيس وبهذا الامتداد . للدولة السعودية الثانية والدولة السعودية الأولى ، دولة راشدة قدرها واستمرارها إنما هو بالمحافظة على دينها الذي هو سبب عزتها ونصرتها والذي التف حوله حواضر هذه البلاد وبواديها و حكامها منذ قيام الدولة السعودية الأولى والدولة السعودية الثانية وفي عهد الملك عبدالعزيز وأبنائه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد -رحمهم الله، وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله. وتأكيد سموه على أنه "لا يوجد أسرة أو قبيلة في هذه البلاد إلا و لآبائها أو أجدادها مشاركةٌ فاعلة في توحيد البلاد وبنائها وتعزيز قوتها ورسالتها. والجميع في هذا الوطن جزءٌ لا يتجزأ من هذا الانجاز التاريخي لهذه الدولة المباركة وأسهم حقيقة في بنائها ووحدتها وتماسكها". وهكذا نلتقي على هذا الرباط وتلاحم الأسرة السعودية الكبيرة قيادة وشعبا على امتداد الوطن، فشرعية الدولة كما قال سمو الأمير سلمان هي في منهجها وتاريخها الطويل الذي بدأ ببيعة شرعية بالتزامه بالدين الصحيح منهجا ومسلكا في الحكم والبناء السياسي والاجتماعي وليس في حادثات الفكر المستورد أو الفوضى والتخبط الفكري الذي لا نهاية له ولا فائدة من مبادئه مما نراه في عالمنا القريب والبعيد. وقد قال تعالى:" فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض". لقد سعد أبناء طيبة الطيبة ومن خلال هذه اللقاء الحميم الذي حاضر فيه سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز ، فنعم المحاضر ونعم المحاضرة . حيث قدم – وفقه الله - الكثير من المعاني والمبادئ وحقائق التاريخ عن أسس هذه الدولة العريقة ، ومن هذه المنطلقات دشن سموه "كرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لدراسات تاريخ المدينةالمنورة " والذي بدوره يسهم في تأكيد رسالة الجامعة الإسلامية ودارة الملك عبدالعزيز لدعم المكانة العلمية للمملكة والعناية بالدراسات الإسلامية والعربية والإنسانية والتطبيقية. كل المحبة لسمو الأمير سلمان ونقول شكرا دائما على القلب المفتوح للجميع والذاكرة الخصبة لكل الأجيال ، والشكر موصول للجامعة الإسلامية وإدارتها السديدة وعلى رأسها معالي مديرها النشط الدكتور محمد العقلا الذي يؤكد دوما على أهمية دور الجامعة في الحراك الفكري والفعاليات الهامة لتأصيل نهج العلم الوسطي. للتواصل 6930973 02